طالبت الأممالمتحدة الحوثيين بالتحقيق في «الهجوم الخطير» على موكب المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ خلال زيارته الأخيرة صنعاء، فيما أكد قائد محور تعز اللواء ركن خالد فاضل، أن قوات الجيش أصبحت على بعد أمتار من القصر الجمهوري ومعسكر التشريفات في المدينة، وسط انهيارات كبيرة في صفوف ميليشيات الحوثيين. وكان موكب ولد الشيخ تعرض لهجوم أثناء زيارة إلى العاصمة اليمنية استمرت ثلاثة أيام لإجراء محادثات تهدف إلى تسوية الأزمة وحل مشكلة سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة. وجاء في بيان للأمم المتحدة أن موكب ولد الشيخ تعرض للهجوم بينما كان في طريقه من مطار صنعاء إلى مجمع الأممالمتحدة. ويعتبر هذا البيان تكذيباً للنبأ الذي سبق أن بثته وكالة الأنباء التابعة للحوثيين والذي نفت فيه وقوع أي هجوم وقالت إن قوات الأمن المكلفة حماية الموكب أطلقت أعيرة نارية في الهواء لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يحاولون إغلاق الطريق أمامه. وأضاف البيان: «ذكّر المبعوث الخاص الأطراف بأن ضمان سلامة جميع موظفي الأممالمتحدة في البلاد هي مسؤولية السلطات المحلية وحضهم على التحقيق في الحادث ومحاسبة المسؤولين ومنع تكرار أي حوادث مماثلة في المستقبل». ولم يتضمن بيان الأممالمتحدة أي تفاصيل لكن مسؤولين محليين قالوا إن مهاجمين مجهولين استهدفوا موكب ولد الشيخ بطلقات نارية. وكان ولد الشيخ أصدر بياناً حول الهجوم أول من أمس (الأربعاء) قال فيه إنه أنهى زيارة إلى صنعاء حيث بحث مع مسؤولين «من أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام ومسؤولي أحزاب، إمكان التوصل إلى اتفاق يجنب امتداد العمليات العسكرية نحو الحديدة، وكيفية استئناف دفع المرتبات إلى كل الموظفين المدنيين في كل أنحاء اليمن». وأشار إلى أنه بحث مع هيئات نسائية وشبابية ومجتمعية «إمكان التوصل إلى حلول لإعادة افتتاح مطار صنعاء الدولي، وتجنب مزيد من التدهور الاقتصادي والإنساني في البلاد». وأبدى ولد الشيخ «القلق» حيال الاعتداء الذي تعرض له موكبه، مشيراً إلى أن «مسؤولية حماية موظفي الأممالمتحدة تقع على عاتق السلطات المحلية». ودعا هذه السلطات، من دون أن يسميها، إلى «إجراء تحقيق في الاعتداء ومحاسبة مرتكبيه»، مشيراً في الوقت ذاته، إلى أن الحادث «سيعزز تصميمه على مواصلة جهوده للتوصل إلى حل سلمي متفاوض عليه» في اليمن بناء على أسس العملية السياسية. واستنكر حزب «المؤتمر الشعبي» الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، المتحالف مع الحوثيين، الهجومَ ودعا أيضاً إلى فتح تحقيق في المسألة. وأشار تقرير الأممالمتحدة إلى أن المبعوث الدولي ناقش أيضاً في صنعاء سبل دفع رواتب الموظفين الذين يشكون من عدم تقاضي رواتبهم في موعدها. من جهة أخرى أقر الرئيس عبدربه منصور هادي في اجتماع عقده أمس في الرياض مع نائبه الفريق ركن علي محسن صالح ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، تقديم جميع أوجه الدعم للجيش اليمني والمقاومة الشعبية من أجل مواصلة الانتصارات وتطهير المدن والمحافظات كافة من العناصر الإرهابية. وأشاد الاجتماع بالدعم الذي تقدمه دول التحالف في الدفاع عن الشعب اليمني، وتقديمها المساعدات الإغاثية والإنسانية وإعادة تأهيل عدد من المرافق الحكومية في المحافظات المحررة. ميدانياً، أكد قائد محور تعز اللواء ركن خالد فاضل، أن قوات الجيش على بعد أمتار من القصر الجمهوري ومعسكر التشريفات، معلناً تطهير مبنى البنك المركزي وكلية الطب والمواقع القريبة من القصر الجمهوري أمس، وسط انهيارات كبيرة في صفوف الميليشيات. وفي الرياض، أبرم المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة أمس، مشروعاً مع منظمة الصحة العالمية بمبلغ يتجاوز ثمانية ملايين دولار، لمكافحة وباء الكوليرا واحتوائه في جميع محافظات اليمن. وأوضح الربيعة عقب إبرام الاتفاق مع رئيس بعثة منظمة الصحة العالمية في اليمن الدكتور نيفيو زاجريا، أن المركز سيّر قافلة برية تحوي 550 طناً من الأدوية والمستلزمات بمبلغ تجاوز مليون دولار، لتشخيص وباء الكوليرا ومكافحته وعلاجه أول من أمس.