اخترقت قوات الجيش اليمني و «المقاومة الشعبية» الحصار حول مدينة تعز، وأعلنت أمس سيطرتها على مواقع استراتيجية في الجبهتين الشرقية والغربية، في وقت كثّف طيران التحالف غاراته على مواقع ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في محافظة الحديدة الساحلية، ومناطق أخرى في تعز وصعدة وحجة. وأكدت قوات الدفاع الجوي السعودية تأمين المناطق المأهولة بالسكان على الحدود مع اليمن بصواريخ «باتريوت». وصعّد تحالف جماعة الحوثيين وعلي صالح في صنعاء الإجراءات الانقلابية وأعلن «مجلسهم السياسي الأعلى» (مجلس الحكم) تشكيل لجنة أمنية - عسكرية عليا من أبرز القيادات الموالية لهم، فيما كشف رئيس المجلس صالح الصماد أن الأيام المقبلة ستشهد «تشكيل حكومة» في صنعاء «لسد الفراغ السياسي». إلى ذلك، أعلن وفد الجماعة وحزب علي صالح الموجود في سلطنة عمان رفضه إجراء محادثات مع مبعوث الأممالمتحدة إسماعيل ولد الشيخ، قبل سماح التحالف العربي بإقلاع الطائرة التي ستقل الوفد إلى صنعاء. وجاء ذلك عقب توجيهات أصدرها الصماد. وكانت جماعة الحوثيين وحزب الرئيس السابق حشدا أول من أمس الآلاف من أنصارهم في ميدان السبعين في صنعاء لتأييد خطواتهم التصعيدية، وإنشاء ما يسمى «المجلس السياسي الأعلى». وأفادت مصادر الحكومة اليمنية بأن ولد الشيخ أحمد التقى في الرياض الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، وبحث معهما في إمكان استئناف محادثات السلام بين الحكومة وجماعة الحوثيين وحزب علي صالح. ميدانياً، أعلنت القوات الحكومية في تعز أنها استكملت السيطرة على مناطق «التبة السوداء في جبهة الضباب وتحرير جبل الهان الإستراتيجي وتبة المقبانة وأكمة الصياحي»، ما يعني استعادة السيطرة على المنفذ الغربي للمدينة وفك الحصار عنها جزئياً. كما أعلنت تأمين منطقة «صالة» في الجبهة المقابلة وصد محاولات الحوثيين استعادتها. وقال الناطق باسم الجيش اليمني سمير الحاج في تصريحات على حسابه الرسمي في «فايسبوك» إن «الجيش والمقاومة الشعبية استكملا السيطرة على المنطقة الغربية من تعز، ولم تبقَ إلا مواقع صغيرة يسيطر عليها الحوثيون». وذكر «أن الجيش الوطني والمقاومة يقتربان من القصر الجمهوري ومعسكر التشريفات»، مشيراً «إلى أن المرحلة الأولى من معركة تطهير تعز اكتملت بنجاح، وسيُعلن فتح خط «الضباب» خلال الساعات المقبلة». وتزامنت انتصارات القوات الحكومية في تعز مع تقدمها في جبهات «نهم» شمال شرقي صنعاء، حيث ما زالت المعارك المستمرة منذ أيام على أشدها بين الجيش والمتمردين الحوثيين وقوات علي صالح. إذ أفادت المصادر الحكومية بأن قوات الجيش تدعمها المقاومة وقوات التحالف «تمكنت من تحرير جبلي الكحل والقتب إضافة إلى استعادة موقع البياض الإستراتيجي»، بعد معارك وغارات لطيران التحالف قُتِل خلالها عشرات المتمردين في منطقتي «مسورة» و «محلي». وفي محافظة الحديدة الساحلية (غرب) أفادت مصادر عسكرية بأن طيران التحالف شن غارات على مواقع المتمردين في «معسكر أبي موسى الأشعري» في مديرية الخوخة. واستهدفت غارات أخرى المطار الحربي في مدينة الحديدة (مركز المحافظة) ومعسكر قوات الأمن الخاصة، ومعسكر الدفاع الجوي. إلى ذلك، قال القائد في قوات الدفاع الجوي في منطقة نجران العقيد ياسر القحطاني، في تصريح بثته وكالة الأنباء السعودية، إن «المناطق الحيوية والآهلة بالسكان في مدينة نجران مؤمّنة بمنظومة صواريخ باتريوت ومزوّدة رادارات لمراقبة الأجواء واكتشاف الصواريخ التي قد تطلق على المنطقة وتدميرها في شكل دقيق». وزاد أن «الدفاعات الجوّية السعودية أثبتت كفاءتها وقدرتها على تدمير الصواريخ الباليستية التي يطلقها العدو على أراضي المملكة».