مُني الحزب الاشتراكي الديموقراطي بهزيمة موجعة في الانتخابات المحلية التي أجريت في ولاية شليزفيغ- هولشتاين شمال ألمانيا الأحد، والتي يحكمها منذ فترة طويلة، فيما حقق الحزب المسيحي الديموقراطي الذي تنتمي إليه المستشارة أنغيلا مركل فوزاً كبيراً ومفاجئاً أضيف إلى احتفاظه بولاية السار (غرب) قبل نحو شهر، ما يعزز وضع مركل استعداداً للانتخابات الاشتراعية المقررة في أيلول (سبتمبر) المقبل. وحصل الديموقراطيون المسيحيون في الولاية الصغيرة التي تضم 2,3 مليون شخص على نسبة 32 في المئة من الأصوات، بزيادة 1,2 في المئة عن الاشتراكيين الديموقراطيين، فيما حصد حزب الخضر 12,9 في المئة من الأصوات والحزب الليبرالي (11,5 في المئة). أما حزب «البديل لأجل ألمانيا» المعادي للأجانب والإسلام وأوروبا فدخل للمرة الأولى البرلمان المحلي للولاية بنسبة 5,9 في المئة من الأصوات، الذي يعكس أيضاً تراجعاً واضحاً في شعبيته. ورغم رمزية الولاية الصغيرة، رأى المراقبون أن تراجع شعبية الحزب الاشتراكي في الأسبوعين الماضيين، سواء في الولاية ذاتها أو على المستوى الوطني، يشكل ضربة قاسية له بزعامة رئيسه الجديد مارتن شولتز، الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي الذي أظهر في مرحلة أولى قدرته على زعزعة موقع مركل الموجودة في السلطة منذ العام 2005، والتي ستسعى إلى الفوز بولاية رابعة في الخريف المقبل، ما سيجعلها تتساوى مع مستشار الوحدة هلموت كول الذي أمضى 16 سنة في الحكم. ولكن يبقى أمام الحزب الاشتراكي امتحان أخير مهم جداً لقلب هذه المعادلة، ويتمثل في الانتخابات المحلية المقررة الأحد المقبل في ولاية شمال الراين ووستفاليا التي يسكنها 18 مليون شخص، وتشكل حصناً منيعاً له منذ عقود. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الحزب الاشتراكي متعادل مع الحزب المسيحي الديموقراطي في ووستفاليا.