قناة متخصصة في الدراما هي بكلّ المعاني فضاء يتيح للمشاهدين متابعة ما يعشقون من هذا الفن الذي بات يملأ الدنيا ويشغل الناس على اختلاف أذواقهم وأعمارهم وأجناسهم. نستعيد بعض هذه الأفكار مع إطلاق قناة m.b.c. قناة درامية ننتظر أن تكون إضافة نوعية للفضائيات القائمة. وبما أنها متخصصة بعرض المسلسلات التلفزيونية لا نراها مكتملة الأداء بعيداً عن تقديم برامج متخصصة تستضيف خلالها النقاد والمخرجين وكتاب الدراما، بل تذهب أبعد من ذلك إلى برامج أخرى تجتهد لاستقصاء الأعمال الدرامية العربية والوقوف على أهم مشكلاتها، وما تعيشه من هموم قد لا يلحظها المشاهد في متابعاته اليومية. ليس العرض على أهميته هو العمل الوحيد للفضائية الدرامية، بل هو أحد مفردات ذلك البثّ. فالطموح يظلُ مشروعاً أن تقوم الفضائية بالإنتاج، ونعني هنا إنتاجاً خالصاً، يستغني عن المشاركة، أو «تعهيد» هذه الجهة الإنتاجية أو تلك لتقوم هي بالإنتاج من الباطن. الإنتاج المباشر في هذه الحالة هو تجاوز لكل ثغرات ونواقص بل عيوب عمل «المنتج المنفذ»، الذي هو في شكل أو آخر «وسيط» إنتاجي يبحث – وهذا من حقه – عن نسبته في ربح غير مباشر، أي ربح يتم اقتطاعه من كلفة الإنتاج بالضرورة. هي معادلة تستقيم بالإنتاج، وتنهض معه، خصوصاً أن لكلّ فضائية (كما نفترض ويفترض المنطق) حزمة أفكارها، وتصوّراتها لفن الدراما، كي لا نبالغ ونتحدث عن «رسالة» متكاملة، ولها أبعادها في المستويات كلّها. مجموعة m.b.c وهي صاحبة الباع الطويلة في البث الفضائي عربياً، إذ هي أول فضائية عربية انطلقت في وقت مبكر (حتى وإن كنا نعرف أن محطتها الدرامية الجديدة ليست الأولى، عربياً، في هذا السياق، حيث يتعين علينا ألا ننسى تجربة قناة «س» لدى «أوربت»)، ونطمح مع التهنئة لتجاوز اختلالات البث الفضائي العربي وعيوبه التي لا تحصى. فضائية درامية تعني إفساح مجال أوسع لمتابعات درامية يرغب كثر من المشاهدين في أن تمنحهم فرصة استعادة أعمال أحبوها وغابت عنهم، وهي غالباً من تلك التي تركت أثراً لا ينسى، بما حملته من حكايات، ومن فن رفيع أيضاً، خصوصاًَ إذا نُسِقت تلك العروض في مواعيد تتناسب والغالبية من المشاهدين في حالتي العرض الأول أو الإعادة.