بنغالور (الهند) - ا ف ب - بدأ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي السبت في بنغالور (جنوب) زيارة عمل للهند تستمر اربعة ايام سعيا لتوقيع "مشاريع اتفاق" مع "هذه القوة التي لا يمكن الالتفاف عليها" ولا سيما في مجالي النووي المدني والدفاع. ووصل ساركوزي قبيل الساعة 10,00 (4,30 تغ) الى عاصمة جنوب الهند التي تعتبر بمثابة "وادي السيليكون" الهندية والتي تؤوي صناعة التكنولوجيا والمعلوماتية في هذا البلد. وكان من المقرر ان يتوجه فور وصوله الى المعهد الفضائي الهندي حيث سيعرض عليه القمر الاصطناعي الفرنسي الهندي لدراسة المناخ، وسيلقي اول خطاباته الاربعة المقررة خلال هذه الزيارة. ويرافق الرئيس الفرنسي في زيارته زوجته كارلا بروني ساركوزي وسبعة وزراء بينهم الرجل الثاني في الحكومة وزير الدفاع آلان جوبيه ووزيرة الاقتصاد كريستين لاغارد ووفد يضم رؤساء حواليسبعين شركة. وهي الزيارة الثانية لساركوزي الى الهند بعد زيارة الدولة التي قام بها في كانون الثاني/يناير 2008. وهي تتضمن مثل الاولى شقاً سياسياً بأهمية شقها الاقتصادي في بلد يسجل ثاني اسرع نمو في العالم بعد الصين. وقال ساركوزي في مقابلة نشرتها صحيفة "ذي هيندو" السبت ان "العلاقة بين فرنسا والهند لا يمكن ان تقتصر على البعد الاقتصادي وحده مع انه اساسي جدا". واضاف ان "الهند شريك سياسي كبير اولا وقوة لا يمكن الالتفاف عليها ولا نستطيع بدونها رفع التحديات التي يواجهها العالم". وفي وقت لا تزال الازمة الاقتصادية العالمية تثير مخاوف قادة دول العالم، قال ساركوزي للصحيفة ان مجموعة العشرين ستكون "في صلب" لقائه مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ صباح الاثنين في نيودلهي. وتسلمت فرنسا في 12 تشرين الثاني/نوفمبر رئاسة مجموعة الدول الغنية والناشئة الكبرى العشرين وبينها الهند. وتبدي الدول الكبرى اهتماما متزايدا بهذا البلد الذي صنفه صندوق النقد الدولي في المرتبة الحادية عشرة بين القوى الاقتصادية في العالم والبالغة نسبة نموه السنوية حوالى 9% ل1,18 مليار نسمة ثلثهم تقريبا ما دون الخامسة عشرة من العمر. وتاتي زيارة ساركوزي بعد زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، وقبل زيارتين مقررتين للرئيسين الصيني هو جينتاو والروسي دميتري مدفيديف. وعلى الصعيد الاقتصادي، لن تؤدي هذه الزيارة الى اتفاقات نهائية بل الى "مشاريع اتفاقات" على حد تعبير ساركوزي، خصوصا في القطاع النووي المدني مع تولي مجموعة اريفا الفرنسية العملاقة بناء اول مفاعلين نوويين من اصل ستة مقررة، وفق ما اوضح ساركوزي لصحيفة تايمز اوف اينديا. كما ستتواصل المحادثات التجارية حول تحديث اسطول طائرات الميراج الهندية وحول المناقصة التي طرحتها الهند لشراء 126 طائرة قتالية في صفقة تقارب قيمتها 9 مليارات يورو وتشهد منافسة شرسة. ومن الطائرات المطروحة في المنافسة طائرة رافال من انتاج مجموعة داسو، الى جانب خمس طائرات اخرى من انتاج مجموعات كبرى مثل ميغ الروسية وبوينغ الاميركية وساب السويدية. ولا يتضمن جدول اعمال ساركوزي اي برنامج رسمي بين نهاية محطته في بنغالور بعد ظهر السبت وبدء محطة نيودلهي اعتبارا من مساء الاحد حيث يقيم رئيس الوزراء الهندي مادبة عشاء على شرفه وشرف زوجته كارلا بروني. ومن المتوقع ان يزور الرئيس وزوجته في هذه الاثناء موقع تاج محل الذي يعتبر من روائع العالم الهندسية في اغرا بوسط الهند.