افتتح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى أعمال الندوة العلمية التي نظمتها رابطة العالم الإسلامي والمشيخة الإسلامية في كوسوفا، كما أجرى لقاءات مع رئيس الجمهورية هاشم تاتشي، ورئيس وزرائها عيسى مصطفى، ورئيس مجلس نوابها قدري فسيلي، إضافة إلى زيارة عدد من المدن الكوسوفية التاريخية. وتأتي زيارة «الأمين»، والتي استمرت خمسة أيام على رأس وفد كبير من الرابطة ومن الإعلاميين السعوديين، بدعوة من المفتي العام لكوسوفا الشيخ نعيم ترناف. وبالاشتراك مع ترنافا، افتتح العيسى أعمال الندوة العلمية، إذ شارك في إلقاء المحاضرات عدد من الأساتذة الجامعيين وعدد من كبار الإداريين في المشيخة الإسلامية، ولقيت أعمال الندوة إقبالاً كبيراً واستحساناً عظيماً من طبقة المثقفين الكوسوفيين بجميع اتجاهاتهم العلمية والثقافية والدينية. إلى ذلك، ألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي خلال زيارته إلى مقر كلية الدراسات الإسلامية في العاصمة برشتينا محاضرة ركز فيها على الاعتدال في أمر الدعوة إلى فهم تعاليم الدِّين الإسلامي الحنيف، وإلى الالتزام بالتوجيه الرباني العظيم للنّبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن»، وإلى تمسك الدعاة لدين الله تعالى بمكارم الأخلاق لكي يجدوا القبول والاستحسان من عامة الناس وخاصتهم في المجتمعات الإسلامية وخارجها. كما تجول العيسى في أنحاء الكلية مستمعاً إلى شرح من عميد الكلية عن تاريخ إنشائها ودورها في تربية وتعليم الأجيال من خريجيها الذين تحول معظمهم إلى دعاة للدِّين الحنيف وموظفين وإداريين في المؤسسات والجهات التي تتبع المشيخة الإسلامية، وكذلك شرح مفصَّل عن محتويات مكتبة الكلية من المخطوطات والمطبوعات العربية القديمة من خبير المخطوطات والمطبوعات العربية فيها، إذ إنها تحوي عدداً من نفائس المخطوطات والمطبوعات النادرة. كما زار العيسى مقر مدرسة علاء الدين الشهيرة، وهي الثانوية الشرعية الوحيدة في كوسوفا، ولها فرعان في مدينتي بريزرن وجيلان، وتتولى تدريس الشبان والبنات من الطلاب والطالبات مبادئ العلوم العربية والإسلامية، واستمع إلى شرح مفصل عن تاريخ المدرسة وعن الدور التعليمي والتربوي المهم الذي تقوم به في إعداد طلبة الشريعة الإسلامية بكوسوفا في أهم مرحلة من مراحل دراستهم ألا وهي مرحلة التأسيس. من جانب آخر، تجوّل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي في مدينة بريزرن التاريخية، واطلع على عدد من مساجدها وأسواقها التي تعنى بالصناعات اليدوية الكوسوفية، كما زار مقر رابطة بريزرن التاريخية التي كان لها دور عظيم في حقبة مهمة من تاريخ كوسوفا، إضافة إلى زيارة مدينة «بييا» إحدى أقدم المدن التاريخية الكوسوفية وإلى محيطها من الأماكن السياحية، واطلع على نماذج كثيرة من الصناعات اليدوية التي اشتهرت بها هذه المدينة العريقة في قدمها. يذكر أن المملكة كانت في طليعة الدول العربية والإسلامية التي اعترفت باستقلال كوسوفا في 2008.