بعد طول انتظار من الدارسين، والأكاديميين، وخريجي الجامعات من الدول العربية والإسلامية والأوروبية، ومن طلاب العلم من المهتمين بشؤون التراث الإسلامي في كوسوفو، أقدمت كلية الدراسات الإسلامية بكوسوفو التي تتبع المشيخة الإسلامية فيها من الوجهة الإدارية، على تنظيم ندوة تعريفية بنفائس المخطوطات والمطبوعات العربية القديمة التي تحويها مكتبة الكلية من 16 إلى 18 كانون الأول (ديسمبر) الجاري. وتلك المخطوطات والمطبوعات العربية القديمة، ذوات صلات متينة بعلوم القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، والسيرة النبوية، والفقه، والعقيدة، والطب الإسلامي، والحكمة، والمنطق، والجغرافيا، وآداب البحث والمناظرة، والرياضيات، والعلوم التطبيقية. والبعض منها نفيس للغاية من جهة المادة العلمية، ومن جهة جمال خطوطها، ومن جهة قدم تواريخ كتابتها على أيدي النسّاخ الذين احترفوا مهنة نسخ المخطوطات في الأزمنة الغابرة، وبعضها مؤلفات لعلماء أجلاء من القرون المتقدمة الثالث والرابع والخامس، وبعضها الآخر لعلماء أفاضل من القرون السادس إلى الثاني عشر وفق التقويم الهجري، وهي في مجملها تتبع كل فنون العلم والتاريخ والأدب في العصور الإسلامية الزاهرة. وإن بعض نفائس المطبوعات العربية القديمة في مكتبة الكلية تعود تواريخ طباعتها إلى القرون السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر الميلادية، والقليل منها طُبع في الربع الأول من القرن العشرين. وقد وجهت الدعوة لحضور الندوة إلى عدد كبير من العلماء والمحققين والباحثين ورؤساء الجامعات ورؤساء المراكز التي تعنى بشؤون المخطوطات والمطبوعات العربية القديمة، من المملكة العربية السعودية، والكويت، وقطر، والإمارات العربية، والأردن، ومصر، وسورية، ولبنان، وتركيا، وألبانيا، ومقدونيا، وإنكلترا، وحضر الندوة البعض منهم، واعتذر البعض الآخر عن حضورها لارتباطه بمواعيد أخرى في موعد انعقادها. وافتتحت الندوة في قاعة المحاضرات الكبرى في الكلية بآيات من القرآن الكريم، ثم تلت ذلك كلمة عميد الكلية فخروش رجيبي، رحب فيها بالضيوف وبالحاضرين للندوة جميعاً وعبّر عن سعادته البالغة بانعقاد الندوة في الكلية، ثم تلتها كلمة الشيخ نعيم ترنافا المفتي العام ورئيس المشيخة الإسلامية بكوسوفو، كرر فيها الترحيب بضيوف الندوة من داخل كوسوفو وخارجها، وعبّر عن غبطته بانعقاد أول ندوة عن التراث العربي الإسلامي في كلية الدراسات الإسلامية بكوسوفو. وتلت كلمة المفتي، كلمتان باسم ضيوف الندوة الذين حضروا من خارج كوسوفو، كانت الأولى منهما كلمة محمد محمود الدروبي نائب رئيس جامعة آل البيت في الأردن، عبّر فيها عن غبطته بالمشاركة في أعمال الندوة وعن سعادته بزيارة كوسوفو للمرة الأولى. والثانية كلمة حمدي أرسلان، عضو الهيئة التدريسية في كلية العلوم الإسلامية في جامعة السلطان محمد الفاتح في إسطنبول، عبّر فيها عن سعادته البالغة بحضور الندوة العلمية الأولى التي تعنى بشؤون المخطوطات والمطبوعات العربية القديمة بكوسوفو. تلتها كلمة فتحي مهدي، أحد كبار أساتذة قسم الاستشراق بجامعة برشتينا بكوسوفو، عبّر فيها عن فرحته الغامرة بانعقاد الندوة، وأشار إلى أهميتها البالغة في الحياة الثقافية لكوسوفو. ثم تلتها كلمة نهاد كرسنيشي خبير المخطوطات العربية والعثمانية في المكتبة الوطنية بكوسوفو، استعرض فيها تاريخ إنشاء المكتبات بكوسوفو باختصار، وذكر أسماء من تولى إعداد فهارس علمية لها، ثم تلتها كلمة صادق مهميتي خبير المخطوطات العربية والعثمانية في مكتبة الأرشيف العام بكوسوفو، واستعرض فيها جهود بعض العلماء والإداريين في العناية بالمخطوطات العربية والعثمانية القديمة بكوسوفو، ثم تلتها كلمة محمود عبد القادر الأرناؤوط المحاضر وخبير المخطوطات والمطبوعات العربية بكلية الدراسات الإسلامية بكوسوفو، تحدث فيها عن أهمية وجود هذا العدد الكبير من نفائس المخطوطات والمطبوعات العربية في مكتبة الكلية، وأشار إلى أن عدد المخطوطات العربية فيها هو (688) عنواناً وهي في علوم عديدة، وأنها فُهرست للمرة الأولى في (فهرست المخطوطات العربية في مكتبة المشيخة الإسلامية بكوسوفو) صدر في برشتينا عام (2012)، وأن عدد المطبوعات العربية فيها يزيد على (1140) عنواناً، وأنه يعد فهرساً لها الآن وسيصدر قريباً بعون الله تعالى، ثم تلا كلمته حوار في ما بين الحضور والمشاركين بالندوة من داخل كوسوفو وخارجها، ثم وزعت شهادات التقدير للمشاركين في الندوة من الأساتذة من داخل كوسوفو وخارجها، وسبق ذلك كلّه جولة قام بها جميع الحضور في الصالة الكبرى لمكتبة الكلية شاهدوا فيها نماذج من نفائس المخطوطات والمطبوعات العربية القديمة المحفوظة فيها. واختتم ضيوف الندوة من داخل كوسوفو وخارجها جلسة العمل فيها بزيارة بعض فصول الدراسة في الكلية للقاء الأساتذة والطلاب والاطلاع على المناهج التعليمية فيها لنقل صورة عنها للجهات المعنية بها في بلدانهم.