بدأنا تدويل قضايانا ونشر غسيلنا على الملأ، وأصبح تعصبنا على موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم، ووصلنا ب «قضنا وقضيضنا» إلى الساحة الدولية، لأن الساحة المحلية لم يعد فيها مساحات ولا حبال لنشر غسيلنا. سباق محموم بين الأضداد من أجل النيل من الطرف الآخر، وليس لتعزيز ثقافة التنافس الحضاري، نعم لدينا من يسعى لتوسيع دائرة الخلاف والاختلاف، ويتلذذ بالعزف على وتر التعصب ونعرة الجاهلية، فليس أدل على ذلك المفهوم القاصر وهذا الشعور الغريب من تربع أرقام بطولات أنديتنا على موقع الاتحاد الدولي، الذي استقبل غسيلنا وقام بتدويله، على وزن القضايا الدولية التي يتم تدويلها. من عينة الباحثين عن الشهرة والباحثين عن تعميق شق الخلاف أتت رسالة هزيلة لتوضع على موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم عن بطولات الهلال والنصر، يا للهول العالم سيقف على قدميه يقرأ تاريخ وبطولات ناديين سعوديين غير معروفين على الخريطة العالمية، بل في عداد الأندية المجهولة مع كامل احترامنا وتقديرنا للناديين، لا ويزرع هذا الباحث عن الشهرة معلومات مضللة وأرقاماً عشوائية، ويبدو أنها بفعل فاعل ذي نوايا أكبر من تهمة شخص بسيط أو مغرر به، ويصل الأمر ذروته السخرية بقيام وسائل الإعلام لدينا بفرد هذا الغسيل على الحبال كافة مع صور ضوئية لموقع الاتحاد الدولي من دون معالجة مهنية، عدا الزميل تركي العجمة بمهنيته العالية هو وفريق العمل معه عندما فندوا التقرير بطريقة مهنية عالية الجودة عبر ضيوف البرنامج وعبر الاتصال بالزميل أحمد صادق ذياب رئيس لجنة الإعلام والإحصاء الذي شرح الآلية المستقبلية التي تنوي اللجنة تنفيذها لرصد وتوثيق بطولات المنتخبات والأندية السعودية. كنت أتوقع أن يتدخل اتحاد القدم بمخاطبة القائمين على موقع الاتحاد الدولي رسمياً لمعرفة مصدر هذه المعلومات، ومن ثم التساؤل هل يحق لأي شخص أن يرسل معلومات مضحكة وهزلية لموقع دولي يفترض فيه الجدية، وهل كل من هب ودب من حقه أن يرسل لموقع الاتحاد الدولي؟ وهل الموضوع جاد فعلاً أم «هكرز» ألفوا وضحكوا على وسطنا الرياضي ووسائل الإعلام السعودية؟ كالديرون من قبل نشر غسيلنا بطريقة بشعة عندما تحدث لوسائل الإعلام الإسبانية، وقال: «إن الهلال نادي الحكومة» وأتى الفكر المترسب والمتغلغل في عقلية منظومة نادي الاتحاد وبعض الأندية السعودية ليقذف بنغمة «الحكام مع أندية العاصمة» ثم كارثة هزازي و «نادي الشعب»، الاتحاد ذاته استفاد من هفوات التحكيم أمام الوحدة وسلم من ثلاث ركلات جزاء والاتحاد ذاته تضرر من تحكيم العمري أمام القادسية، وكل الأندية تستفيد من هفوات التحكيم وتتضرر منها لأن هذه منظومة مشتركة فيها الخطأ والصواب من الحكم والمدرب والإداري واللاعب. إلى أين يتجه بنا الغسيل والفكر والتعصب؟ بفلوس جماهير الأهلي، وتصريحات الاتحاديين المتشنجة، وحفلة النصر العالمية، يبدوا أننا نصعد إلى الهاوية. [email protected]