يعتبر الشاعر محمد سعيد الخنيزي ظاهرة أدبية تستحق الدراسة، إذ على رغم فقده حاسة البصر في سن مبكرة، تمكن صاحب «خيوط الشمس»، من رفد الساحة الشعرية المحلية على مدى عقود عدة، بالعديد من الروائع الشعرية، والتي بلغت نحو14 مؤلفاً مابين ديوان شعر، ودراسة نقدية وكتابة تاريخية، إذ جمع الخنيزي الذي يقترب حثيثاً من عامه التسعين، بين الأدب والشعر والمحاماة، والتأريخ. وفي حفلة تكريم للشاعر، أقامها أخيراً منتدى حوار الحضارات في القطيف، طالب الكاتب فؤاد نصرالله ب « تكريم الخنيزي في مهرجان الجنادرية، وذلك باعتباره أحد رواد الأدب، والشعر في المملكة، منوهاً إلى أن «الخنيزي اتخذ من الكتابة فعلاً إنسانياً راقياً ظل يمارسه لأكثر من سبعين عاماً، مشيراً إلى أن هدفه من ذلك هو الارتقاء بالأدب والثقافة وتنمية الذوق الجمالي للأجيال». فيما وصفه الكاتب خليل الفزيع بأنه « واحد من جيل نادر، رسم خطواته على أديم الحياة الأدبية، وانتصر في معركته مع الحياة ليكون بذلك مثالاً تقتدي به الأجيال المقبلة»، بدوره قال محمد ميرزا الغانم: « إن الخنيزي شخصية ذات أبعاد متعددة وذلك بما يحمله من إشعاعات سلكت من أجل الإبداع طريق ذات الشوكة»، لافتاً إلى أن «الإصرار، و عدم الخنوع لليأس، كان السمة البارزة لهذه الشخصية الفذة». أما الشاعر عدنان العوامي، فقد تحدث عن علاقته الشخصية بالشاعر واصفاً علاقتهما تلك ب «الأخوة»، بعد أن تمازج قلباهما، لافتاً إلى عشق صاحب «النغم الجريح»، لوطنه، وإخلاصه في هذا الحب إلى حد التفاني، معرباً عن أمله بأن يتم تكريمه في منصة من منصات الوطن. ووصفه سعود الفرج بأنه من الشعراء السعوديين الذين نالت تجربتهم اهتمام النقاد والباحثين، إذ عده الدكتور طبانه من أعلام الشعر السعودي المعاصر. وتناول الدكتور المبارك مقاطع من شعره في رسالته للماجستير، لافتاً إلى أنه على رغم أن شاعرنا مغرق في الرومانسية، لكنه يجيد الوصف عبر خيال واسع تتجلى فيه معاناة الإنسان ومايواجهه من إحباط وأسى خصوصاً في قصيدته « الدمعة الخرساء». وتحدث في حفلة التكريم، عباس الشماسي عن الجانب الاجتماعي لدى الشاعر، وعلى ذات المنوال تحدث محمد رضي الشماسي عن الشاعر الخنيزي مشيداً بإرادته في تحدي الصعاب ومواجهته لظروف الحياة حتى غدا شاعراً وأديباً ومحامياً يدافع عن حقوق المظلومين.