طهران - يو بي أي - دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليوم السبت إلى تقوية جبهة المقاومة لتعزيز السلام في المنطقة، فيما رأى الرئيس السوري بشار الأسد ان مفاوضات السلام المباشرة التي استؤنفت مطلع هذا الشهر تسعى فقط لتعزيز مكانة الرئيس باراك أوباما داخلياً. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن مكتب الشؤون الإعلامية لرئاسة الجمهورية الإيرانية أن نجاد قال لدى استقباله نظيره السوري بشار الأسد، الذي بدأ اليوم زيارة قصيرة إلى طهران، أن "الأوضاع الإقليمية الراهنة باتت تتغير لصالح شعوب المنطقة بالإضافة الى انحسار القناع عن وجه أميركا والكيان الصهيوني وافتضاح أمرهما". وأضاف ان "تقوية جبهة المقاومة هي عامل يعزز السلام في المنطقة". وشدد على أهمية تقوية العلاقات بين طهران ودمشق والتعاون فيما بينهما في مختلف المجالات والعلاقات المتعددة الجوانب في المنطقة، ورأى أن مثل هذا التعاون يؤدي الى تشكيل قطب سياسي قوي للغاية لصالح شعوب المنطقة. وأشار إلى الأوضاع الراهنة في كل من العراق ولبنان وفلسطين وتقارب وجهات النظر بين طهران ودمشق في هذه المواضيع، مؤكداً أن تعزيز التعاون الاقتصادي بإمكانه أن يفضي إلى تعزيز مصلحة شعوب المنطقة. ولفت الجانبان إلى التقارب القائم في وجهات نظر بين إيران وسوريا في مجال تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة، مشددين على "ضرورة دراسة سبل تقوية العلاقات الاقتصادية بين هذين البلدين اللذين يؤديان دوراً مصيرياً وفاعلاً في الشؤون الاقليمية". بدوره، وصف الرئيس السوري العلاقات بين طهران ودمشق بالعميقة والجذرية، موضحاً أنه ورغم الخطوات المهمة التي اتخذت لرفع مستوى العلاقات الثنائية الاّ أن هناك الكثير من الإمكانات التي يمكن توظيفها لخدمة الشعبين والمنطقة. واعتبر ان التوقيع على اتفاقيات متعددة الجوانب بين دول المنطقة، يصب في صالح شعوب المنطقة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية وحتى الأمنية. وأشار الأسد إلى قضية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ملاحظاً عدم وجود أي تغيير في مسيرة السلام وأن المفاوضات تسعى فقط لدعم الرئيس الأميركي باراك أوباما داخل بلاده. وشدد على إشراف إيران وسوريا على الاوضاع في المنطقة ورأى أن التعاون واستمرار التشاور بين البلدين والتقارب بينهما سيؤدي من دون شك الى تقوية الامن والسلام الاقليميين. ووصل الرئيس السوري اليوم إلى طهران على رأس وفد سياسي اقتصادي رفيع المستوى في مستهل زيارة يبحث خلال جهود تشكيل حكومة عراقية جديدة جديدة ومفاوضات السلام في المنطقة وقضايا تهم البلدين. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أن زيارة تهدف إلى "تعزيز العلاقات الثنائية و تبادل الأراء بشأن القضايا الاقليمية والدولية التي تهم البلدين". وأضافت أن الزيارة تأتي أيضاً "في إطار العلاقات الاستراتيجية القائمة بين البلدين منذ 30 عاماً أي منذ انتصار الثورة الإسلامية في العام 1979"، ويرافقه فيها وزير الخارجية السوري وليد المعلم، على ان تستغرق يوما واحداً. ويتوقع ان يتناول الاسد خلال محادثاته مع كبار المسؤولين الايرانيين، ولا سيما نظيره الايراني محمود احمدي نجاد آخر تطورات الوضع في المنطقة وخاصة القضية العراقية والجهود المبذولة لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة ومفاوضات التسوية في الشرق الأوسط اضافه إلى سبل تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين". ونقلت "إرنا" عن مراقبين قولهم إن الزيارة تأتي بهدف "تعزيز محور "الصمود والمقاومة في المنطقة نظرا إلى التحركات الأخيرة في فلسطين والتأكيد على مواصلة المقاومة باعتبارها السبيل الوحيد لمواجهة السياسات العدوانية للكيان الاسرائيلي". وتبادل البلدان، خلال الاشهر الستة الماضية، زيارات 21 وفدا اقتصادياً.