سيول – أ ب، رويترز، أ ف ب – يفتتح حزب العمال الشيوعي الحاكم في بيونغيانغ اليوم، مؤتمراً «تاريخياً» هو الأول منذ 3 عقود، يُرجّح أن يشهد توريث الحكم الى النجل الأصغر للزعيم كيم جونغ ايل. ووسط أنباء تفيد بأن الجيش الكوري الشمالي اختار نجل كيم مندوباً له الى المؤتمر، سرت تكهنات بأن كيم قد يكلّف شقيقته الإشراف على المرحلة الانتقالية، لمساعدة نجله في تولي السلطة. ونقلت صحيفة «شوسون ايلبو» الكورية الجنوبية عن مصدر كوري شمالي قوله إن الجيش اختار في 25 آب (أغسطس) الماضي، كيم جونغ ايل (68 سنة) ونجله كيم جونغ اون (27 سنة) مندوبين الى المؤتمر. وأضاف المصدر أن انتخاب كيم جونغ ايل أُعلن عنه، «لكن ضباطاً كثيرين يعلمون أن كيم جونغ اون أنتُخب أيضاً». وأشارت الصحيفة الى أن اللجنة المركزية للحزب أشاعت بعد ذلك أن كيم جونغ اون هو الخليفة الوحيد لوالده. يأتي ذلك فيما تواصل توافد قياديي الحزب الشيوعي الى بيونغيانغ، حيث زاروا «أقدس موقع» في البلاد، أي ضريح كيم ايل سونغ مؤسس الدولة الستالينية في بيونغيانغ، كما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية. وأشادت صحيفة «رودونغ سينمون» الناطقة باسم الحزب الشيوعي، بالتحضيرات للمؤتمر، إذ كتبت أن «الحزب بكامله يترجم نيات القائد (كيم الابن) ورغباته، الى واقع بروح من التصميم». والمؤتمر هو الأول لحزب العمال منذ 1980، عندما ثُبّت كيم جونغ ايل خلفاً لوالده الذي توفي عام 1994. ولم تشر الوكالة الرسمية الى مسألة الخلافة، لكنها ذكرت الأسبوع الماضي أن المؤتمر المخصص ل «انتخاب هيئة قيادية عليا» للحزب، سيكون حدثاً «تاريخياً». وقال تشيونغ سيونغ تشانغ، الباحث في معهد سيجونغ الفكري الذي يتخذ سيول مقراً له، إن ثمة تقارير منذ صيف العام الماضي تُنقل الى كيم جونغ ايل، عن طريق ابنه كيم جونغ اون. وكتب في مقال: «نتيجة لذلك، وصلت سلطة كيم جونغ اون منذ صيف 2010 في قضايا الدولة وباستثناء الشؤون الخارجية، الى مستوى صلاحيات والده». ويعتبر خبراء أن كيم جونغ اون ليس مؤهلاً بعد ليكون وريث والده رسمياً، مرجحين أن يعيّن الزعيم الكوري الشمالي شقيقته كيم كيونغ هوي في منصب قيادي، لمساعدة نجله في تولي السلطة. وكيم كيونغ هوي (64 سنة) متزوجة من جانغ سونغ تايك، نائب رئيس «لجنة الدفاع الوطني» النافذة، والذي أُبعد من السلطة عام 2004، في ما اعتُبر تحذيراً من تمتعه بنفوذ كبير، قبل استعادته مكانته عام 2006، بفضل تدخل زوجته. وكتب يوريكو كويكي وزير الدفاع الياباني السابق أن كيم جونغ ايل أبرز السلطة التي تتمتع بها شقيقته، في تعليق له أمام اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، بقوله: «كيم كيونغ هوي هي أنا، كلماتها كلماتي، وتعليماتها تعليماتي». وأضاف كويكي أن كيم كيونغ هوي تتمتع بشخصية قوية، ونقل عن الزعيم الكوري الشمالي قوله: «حين تصبح شقيقتي عنيفة، لا أحد يمكنه وقفها. حتى أنا لا استطيع شيئاً». أما النائب الكوري الجنوبي السابق جانغ سونغ مين الذي نشر كتاباً عن كيم جونغ ايل، فقال إن «كيم كيونغ هوي هي الشخص الوحيد في كوريا الشمالية الذي يمكنه التحدث بصراحة مع كيم جونغ ايل، وحتى أن تبدو عاطفية أمامه». في غضون ذلك، بدأت سيول وواشنطن مناورات عسكرية مشتركة تستمر خمسة أيام في البحر الأصفر، تستهدف «التدرب على كشف الغواصات وعلى معارك على مستوى عال» كما أفادت قيادة الجيش الكوري الجنوبي، فيما اعتبرتها بيونغيانغ «مناورات حرب متعمدة»، وهددت «بسحقهم بلا هوادة».