بغداد - رويترز - منذ أعلن الرئيس باراك أوباما انتهاء العمليات القتالية في العراق، خاضت القوات الأميركية معركة ضد فرقة من الانتحاريين في بغداد، وقصفت مسلحين في بعقوبة، وساعدت الجنود العراقيين في غارة على الفلوجة. ولم يعن اعلان أوباما في 31 آب (أغسطس) انتهاء القتال بالنسبة إلى (50 ألف عسكري) بعد سبعة أعوام ونصف العام من الغزو الذي أدى الى سقوط الرئيس الراحل صدام حسين. وقال الناطق باسم الجيش الأميركي البريغادير جنرال جيفري بوكانان ان «قواعد الاشتباك الخاصة بالعراق ما زالت خطرة، وبالتالي حين تتم مهاجمة جنودنا سيردون على اطلاق النار.» ويتضاءل الدور الأميركي في العراق منذ تم تسليم الأمن في المدن والبلدات إلى قوات الشرطة والجيش العراقيين في حزيران(يونيو) 2009. ومن الناحية الرسمية بقيت القوات الأميركية في العراق لتقديم «المشورة والتدريب والمساعدة.» وحين استجابت القوات الأميركية طلب جنود عراقيين كانوا يخوضون معركة مع متشددين مختبئين في بستان للنخيل قرب بعقوبة في محافظة ديالى، استخدم الأميركيون في الهجوم طائرات هليكوبتر ومقاتلات «اف-16» التي ساعدت في انهاء المعركة. وقال بوكانان انهما كانتا اولى القنابل التي تستخدمها الولاياتالمتحدة في العراق منذ تموز (يوليو )2009. وانخفضت أعمال العنف التي بلغت أوجها حين قتل عشرات الآلاف بين عامي 2006 و2007 . ويقول الجيش الأميركي انه في المتوسط يقع نحو 15 هجوماً في العراق يومياً. ولم يعد من المفترض أن يكون الجنود الأميركيون على خط الجبهة في القتال ضد تنظيم «القاعدة» والميليشيات الشيعية وغيرها من الجماعات التي لا تزال ناشطة في العراق. وتشارك القوات الأمريكية بشكل روتيني مع القوات العراقية الخاصة في عمليات مكافحة الإرهاب . وقال الكولونيل مارك المشرف على عمليات تدريب القوات الخاصة ان العراقيين يفوقون الأميركيين دائماً بنسبة اثنين الى واحد في هذه المهمات لكن النسبة قد ترتفع لتصل الى ثمانية الى واحد. ويخطط العراقيون للعملية وينفذون الهجوم، بينما يلزم الأميركيون مواقعهم للمراقبة والتوجيه. ويقول مسؤولون ان ضابطاً اميركياً كبيراً يكون الى جوار القائد العراقي ليوجهه. وتضمن القوات الأميركية أن يؤمن العراقيون مسرح العملية ويسيطرون على الحشود وربما يجمعون الأدلة للطب الشرعي. وكما حدث في تبادل اطلاق النار في بعقوبة يطلب العراقيون الدعم الجوي بحيث يوفر الأميركيون الأسلحة التي يفتقر اليها العراقيون. ويمكن أن يدعموا العراقيين بالتكنولوجيا من خلال توفير خط مباشر بالفيديو من طائرات بلا طيار مما يسمح لقادة العمليات البرية رؤية جنودهم وأين يتمركز أعداؤهم. وقال بوكانان انه في 15 ايلول(سبتمبر) دهمت القوات الخاصة الأميركية والعراقية منزلاً في الفلوجة تحت جنح الظلام لملاحقة من يشتبه بأنهم من تنظيم «القاعدة». وتعرضت القوة المهاجمة لإطلاق نار من مواقع عدة فردت وقتلت أربعة متشددين ورجلين آخرين خرجا من منزل يحملان السلاح . وانتقد مسؤولون محليون العملية وقالوا ان سبعة أشخاص قتلوا بينهم امرأتان وثلاثة أطفال. وفي هجوم الخامس من أيلول الذي شنه انتحاريون ومسلحون على قاعدة عراقية في بغداد شاركت القوات الأميركية في المعركة. وعادة ما يكون للجيش الأميركي أفراد في القاعدة وكان هناك نحو 100 مستشار في ذلك اليوم. ووفرت طائرة بلا طيار صوراً حية للهجوم. وقال بوكانان ان الأميركيين ساعدوا في صد المهاجمين الذين قتلوا 12 شخصاً وأصابوا اكثر من 30 آخرين. وأضاف «جنودنا كانوا هناك وردوا بإطلاق النار.» وفي ظل التحرك البطيء لفك الارتباط الأميركي مع العراق المقرر أن يكتمل في نهاية العام المقبل، يعترف القادة بأن هناك حاجة الى تسريع وتيرة تدريب القوات العراقية. وهم واثقون من أن العراقيين قادرون على التعامل مع ما تبقى في جعبة المقاتلين.