تقول الطبيبة النفسية ومؤسسة «مركز الإرشاد والعلاج النفسي» في واشنطن في الولاياتالمتحدة إليزابيث جي لاموت أن عراك الزوجين بين الحين والآخر لا يستوجب القلق، لأن هذا يعني أنهما يهتمان بالعلاقة بينهما. وتضيف ان جميع الأزواج يتشاجرون، والغياب التام للصراع بينهما، يمكن أن يكون مؤشراً جديّاً للقلق على العلاقة، لكن لا يعني ذلك أيضاً أن الجدال المستمر أمر طبيعي. وتوصلت مجموعة من المعالجين النفسيين إلى سبعة أسباب تؤدي إلى الشجار، وخوض المعارك القديمة ذاتها مراراً و تكراراً، وفق ما ورد في صحيفة «ذي هافنغتون بوست» الأميركية. - القلق حول أمور أخرى في الحياة: يعتبر المعالج النفسي ومؤسس موقع «فوربيتر» لعلاج مشاكل الزوجين زاك بريتيل أن الشريكين يستطيعان حماية علاقتهما معاً من أي ضغط خارجي، قائلا: «إن سمح الزوجان للظروف الخارجية أن تسيطر على علاقتهما، فإنها ستؤدي إلى التوتر بينهما وتؤثر سلباً في علاقتهما. وبحسب خبرتي، فإن غالبية الصراعات بين الشريكين تنشأ من طريقة الكلام بينهما، وليس بسبب ما يقولونه لبعضهما». وينصح بريتيل الزوجين أن يتبنّيا قاعدة «نحن الإثنين معاً ضد العالم»، للحد من مشكلاتهما، ما سيقلل أيضاً من شعورهما بالقلق حيال مجالات الحياة كافة، والعمل والأطفال والضغوط المالية. - المحاولة الدائمة في الرجوع إلى الأمور غير المنجزة: توضح لاموت انه على الزوجين إعطاء نفسيهما مساحة من الوقت والشعور لمعرفة سبب الشجار، خصوصاً إذا استمرا في الصراع حول الأمر ذاته دائماً. وتؤكد ان ماضي الشخص يلعب دوراً في ردود أفعاله، بمعنى انه إذا نشأ في بيئة غير مستقرة ماليّاً، فإن أي نقاش عن الأمور المالية سيسبب التوتر، حتى لو كان الشخص نفسه مستقراً ماليّاً، مضيفةً ان إعتراف الشخص بإسقاطه بعضاً من ماضيه على شريكه، لا يُعد ضعفاً أو رضوخاً. - الصمت هو ردة الفعل عند الشجار يؤكد المعالج الأسري والمختص في تقديم المشورة للزوج كورت سميث ان رفض أحد الزوجين التحدث أو الانخراط في حوار بنّاء، وسيله خفيّة لإبقاء الشجار متّقداً، منوّهاً إلى أن الصمت وسيلة للعقاب والسيطرة على الشريك المقابل، وكثيرون من الأزواج يلجأون إليه، موضحاً ان المصارحة والنقاش المباشر أفضل من المماطلة في مواجهة المشكلات. - كثرة التذمر: تقول المعالجة النفسية إيمي بيغيل أن الأشخاص عادة ما يتذمرون لسبب وأن أكثر السيناريوهات الشائعة، حين تبدو الزوجة وكأنها تتذمر، لكنها في الواقع تعكس ردة فعلها لنقص استجابة الزوج في المشاركة بحل المشكلة أيّاً كانت. وتؤكد ان الزوجة تتذمر لأن شريكها لا يبدي اهتماماً بما تقوله أو انه يتكلم بطريقة غير جدية، لذا فإن إلحاحها وسيلة يستخدمها عقلها بشكل غير واعٍ لإشراكه معها عاطفياً. - الشعور بعدم الأمان في العلاقة: تذكر الطبيبة النفسية ماري لاند ان جميع الأشخاص يطورون ارتباطاتهم بالآخرين بناءً على تربية الأهل سابقاً، فإذا كان الزوجان يتخاصمان دائماً حول شعورهم بالحب «تحبني أم لا؟»، فإن هذا دليل على القلق الناتج من المسألة ذاتها في الصغر. وتضيف: «من المهم جداً معرفة ما إذا كان عدم الشعور بالأمان ناجماً عن طفولة الشخص، أم أنها تراكمات لعلاقات عدة ظلت في باطن الشخص ولم يفصح عنها»، مؤكدة انه بمجرد فهم الشخص لمنشأ مشاعره الخاصة، فإن العلاقة ستصبح أكثر أمناً، وستكون كفيلة بعلاج أي مخاوف عميقة الجذور سواءً ارتبطت بالأهل أو بعلاقات عاطفية أخرى. - الانتقاد المستمر للشريك: توضح الطبيبة إليزابيث إيرناشو انه من غير الممكن الحصول على علاقة طبيعية بين الزوجين إذا كان الانتقاد بينهما أو لأحدهما مستمراً، قائلة: «لا يمكن الخروج من دوامة الشجار إذا كان الانتقاد حاضراً في النقاش، لأن الانتقاد بحد ذاته مشكلة، كما أنه يولّد حالة دفاعية لدى الشريك المقابل». وذكرت أمثلة للكلمات التي تعطي مؤشراً على سلوك الانتقاد، مثل أن يبدأ الشخص كلامه ب «أنت، دائماً، أبداً»، حيث يصبح الجدال في نهاية المطاف، حول إثبات وجهات النظر، بدلاً من حل المشكلة». - الشجار كان عادة بين الوالدين: تقول الطبيبة النفسية ديبرا كامبل أنه إذا نشأ الشخص بين والدين اعتادا على المشاحنات اليومية، وأصبح الشجار أمراً طبيعياً، فإنه غالباً ما يتقمص السلوك ذاته في حياته لاحقاً، لأنه لم يرَ أثناء طفولته طريقة سليمة وصحية للتعامل مع اختلافات الرأي، أي أن يكون والشريك معاً على رغم اختلاف آرائهما.