سجلت أسعار الاستراحات أرقاماً فلكية خلال إجازة عيد الفطر في مدينة الرياض، إذ زادت الأسعار بنسبة 200 في المئة مقارنة بالأيام العادية، في ظل ارتفاع الطلب وقلة المعروض، ما أدى إلى عدم توافر استراحات في نهاية شهر رمضان.ولاحظت «الحياة» في جولة على عدد من الاستراحات في شرق وشمال الرياض ارتفاع الأسعار إلى أرقام مبالغ فيها، وعلى رغم تلك الأسعار، إلا أن المستأجرين حجزوا غالبية الاستراحات منذ منتصف الشهر، وفق ما ذكره مسؤولو بعض الاستراحات. وأكد عدد من ملاك ومسؤولي تأجير الاستراحات ل«الحياة» أنه من الطبيعي أن ترتفع الأسعار خلال موسم العيد بسبب زيادة الطلب الذي فاق المعروض بكثير، مشيرين إلى أن العيد يعتبر موسم الاستراحات، فيما اشتكى مواطنون من غلاء أسعار الاستراحات، واستغلال أصحابها لموسم العيد وإقبال الناس عليها، مؤكدين أن الأسعار مبالغ فيها، خصوصاً أن البعض من الاستراحات تفتقر إلى الخدمات والتجهيزات. وقال بندر الشماسي (مالك عدد من الاستراحات): «في عيد الفطر يزيد الإقبال على الاستراحات بشكل كبير باعتباره من أهم مواسم السنة، ويزيد الطلب خصوصاً منذ بداية النصف الثاني من شهر رمضان، إذ يتجه غالبية المستأجرين إلى الحجز المبكر لاستئجار الاستراحات خلال أيام العيد ودفع جزء من المبلغ». واستغرب الشماسي مما يردده البعض من ارتفاع الأسعار وقال: «من الطبيعي ارتفاع أسعار الإيجارات خلال أيام العيد، كون الأسعار تخضع للموسم الذي يطغى فيه الطلب على المعروض، والاستراحات كأية سلعة ترتفع في مواسمها الخاصة»، مشيراً إلى أن نسبة الإشغال في استراحات الرياض بلغت 100 في المئة في الأيام الأخيرة التي سبقت العيد، ومن الصعوبة إيجاد استراحة شاغرة في آخر يومين قبل العيد. من جهته، قال أحمد صلاح (مسؤول تأجير في إحدى الاستراحات)، إن العيد رفع الإقبال على استئجار الاستراحات، وغالبية الاستراحات إن لم يكن كلها تم استئجارها مبكراً، خصوصاً الاستراحات القريبة من الأحياء. وأشار إلى أن أسعار الاستراحات في العيد تعتمد على مساحاتها والتجهيزات المتوافرة، وتتراوح بين 1500 وأربعة آلاف ريال على حسب المساحة والتجهيز، موضحاً أن غالبية أصحاب الاستراحات قاموا بترميم وتجهيز استراحاتهم وإكمال النواقص فيها قبل شهرين استعداداً لموسم العيد. ولفت صلاح إلى أن المواطنين يقيسون أسعار الاستراحات بالأيام التي يقل فيها الإقبال مثل أوقات المدارس وهذا خاطئ، لأن هذه الأوقات تجبر أصحاب الاستراحات على خفض الأسعار بحثاً عن المستأجرين. واشتكى المواطن فواز القحطاني من استغلال ملاك الاستراحات لموسم العيد بأسعارهم الفلكية، وقال إنه اتجه إلى استراحة اعتاد على استئجارها خلال السنة، وفوجئ بأن سعرها قفز إلى ثلاثة آلاف ريال، في حين أنه كان يستأجرها ب 800 ريال قبل أشهر. وأوضح القحطاني أن بعض الاستراحات تفتقر الى العديد من الخدمات مثل قلة عدد المجالس، وانعدام المسطحات الخضراء، وعلى رغم ذلك يبالغ أصحابها في أسعار إيجارها، مشيراً إلى أن صمت المواطنين ورضوخهم لتلك الأسعار جعل أصحاب الاستراحات يستمرون في جشعهم واستنزاف الجيوب. وأكد المواطن سالم السبيعي أن المواسم المتتالية في أقل من شهرين استنزفت جيوب المواطنين، اذ بدأنا بموسم الإجازة الصيفية الذي زادت أسعاره من لهيب الصيف، ثم شهر رمضان وما يحمله من ارتفاع الأسعار، والآن موسم العيد والغلاء في المشتريات وأسعار الاستراحات المبالغ فيها، كما اننا مقبلون على موسم المدارس. وأشار السبيعي إلى أن ضغط المواسم دفعه إلى التعاون مع عدد من اخوانه لاستئجار استراحة وتوزيع تكاليفها بينهم، مستغرباً من عدم تدخل الجهات المسؤولة لمراقبة أسعار السلع والمشتريات وأسعار التأجير المبالغ بها للاستراحات، ما جعل المواطن فريسة سهلة أمام جشع التجار.