اتهمت حركة «حماس» السلطة الفلسطينية باعتقال اكثر من 150 من ناشطيها في الضفة الغربية وحذرت السلطة من استمرار الاعتقالات بعد الهجوم الذي تبنته «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري للحركة وأدى الى مقتل اربعة مستوطنين اسرائيليين مساء الثلثاء قرب الخليل في جنوب الضفة الغربية. وردت السلطة الفلسطينية بشدة على العملية العسكرية التي تزامنت عشية انطلاق المفاوضات المباشرة في واشنطن، معتبرة انها «عملية سياسية» تستهدف إضعاف موقف الرئيس محمود عباس في المفاوضات وتتناقض مع المصالح الفلسطينية، وشنت حملة اعتقالات واستدعاءات طالت المئات من انصارها وأعضائها بينهم عدد من ابناء عائلات نواب الحركة. وأوضح مسؤول أمني رفيع ل»الحياة» ان «هذه ليس اعتقالات وانما اجراءات واستدعاءات. هناك من يجري الافراج عنه وهناك من جرى تحويله الى التحقيق. البعض نكتفي بسؤاله. هذا جزء من عملية التحقيق». وقال مسؤولون في «حماس» ان السلطة الفلسطينية اعتقلت اكثر من مئة وخمسين من انصار الحركة، واستدعت المئات للاستجواب في مراكز الأمن في مختلف انحاء الضفة الغربية. وقال الدكتور عمر عبد الرازق النائب من حركة «حماس» ل «الحياة» ان اجهزة الأمن دهمت منازل عدد من نواب الحركة واعتقلت أبناءهم. واعتبر عبد الرازق هذه الاعتقالات «سياسية». واتهمت «كتلة التغيير والإصلاح» البرلمانية التابعة ل «حماس» في بيان «سلطة فتح بأنها تأبى الا ان تنفذ اجندة الاحتلال والوقوف بجانب العدو الصهيوني والاستمرار في مشروع اجهاض المقاومة واستئصالها». وأضاف البيان «نحذر فتح وسلطتها من التداعيات الخطرة المترتبة على هذا التصعيد الخطير والتقاسم والتبادل الوظيفي بينها وبين الاحتلال في محاولة القضاء على المقاومة». وأكدت كتلة حماس ان «المقاومة التي نفذت عملية الخليل المباركة لهي قادرة على ان تستمر في مقاومتها على رغم كل المحاولات اليائسة والفاشلة من خطف وتنسيق امني ومداهمات». وتبنت «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحماس الهجوم بإطلاق النار الذي ادى لمقتل اربعة مستوطنين اسرائيليين مساء الثلثاء قرب الخليل في جنوب الضفة الغربية. وردت السلطة على ذلك معتبرة ان العملية العسكرية التي نفذتها «حماس» هي «سياسية» استهدفت إضعاف موقف الرئيس محمود عباس في المفاوضات التي تنطلق اليوم في العاصمة الأميركية واشنطن. وأظهرت العملية ان «حماس» ما زالت تتمتع بقدرة على الفعل والتأثير وخربطة الأوراق. وبدا واضحاً ان الحركة ارادت من وراء هذه العملية في هذا التوقيت، وهو عشية بدء المفاوضات، توجيه رسالة الى الأطراف مفادها ان الرئيس محمود عباس لا يملك كل الأوراق الفلسطينية، . وقال مسؤولون فلسطينيون ان الهجوم استهدف اضعاف موقف الرئيس محمود عباس في المفاوضات. وذكر غير مسؤول ان عباس تحول من موقع الهجوم في هذه المفاوضات الى موقع الدفاع، وبات عليه ان يرد على اتهامات اسرائيل له بالضعف وعدم تمثيل كامل الشعب الفلسطيني بدلاً من ان يطالب بقوة بوقف الاستيطان. وسارع الرئيس محمود عباس لإدانة العملية. وقال في بيان صحافي من واشنطن إن إدانته للعملية تأتي «من منطلق إدانتنا لأية أعمال تستهدف مدنيين فلسطينيين أو إسرائيليين». وأضاف: «وتؤكد القيادة الفلسطينية أن هدف هذه العملية، التي أعلنت حماس مسؤوليتها عنها، هو مجرد التشويش على العملية السياسية، ولا يمكن اعتبارها من أعمال المقاومة، بعد أن أوقفت حماس نفسها المقاومة من قطاع غزة ولاحقت من يقومون بها». واعتبر رئيس الوزراء سلام فياض أن «العملية وتوقيتها يستهدفان الجهود التي تقوم بها منظمة التحرير الفلسطينية لحشد الدعم الدولي للموقف الفلسطيني إزاء متطلبات نجاح العملية السياسية وقدرتها على إنهاء الاحتلال».