أحيا الموسيقي طارق الناصر، حفلة موسيقية غنائيًة، على المدرج الروماني في العاصمة الأردنية عمّان، أمام جمهور ملأ مقاعد المدرج الحجرية، التي تتّسع لستة آلاف مشاهد. الناصر نفسه كان توقع ذلك الجمهور الكبير، وفق تصريح له في مؤتمر صحافي عقده للإعلان عن تفاصيل الحفلة، إذ قال إنه «بعد 18 سنة من نشوء فرقة «رم»، نقدم حفلة من دون علامات تجارية». تضمّنت الحفلة التي نهض بها 25 موسيقياً ومغنياً، 14 فقرة، خمس منها خصصت للموسيقى الخالصة، هي: «جرش»، «عمان الجديدة»، «أردن»، «يا ابن العلم»، و»دق قلبي»، وتسع غنائية، هي: «تمنى»، «روحي»، «شاميلي»، «يا طيب الفال»، «شو يعني»، «يا طير يا طاير»، «ما انت روحي»، و»نار»، إضافة الى أغنية فردية بعنوان «تلتقي النظرات قبل السلام». وأدى عدي النبر الأغنية الأخيرة بصوت مميز قريب من صوت طبقة التينور، وأغنية «شاميلي» توزيع من الموروث الشعبي، علماً أن كل ما قدمه من أعمال سابقة جاءت في توزيع موسيقي جديد. وأشرك الناصر موسيقيّاً الشبابة والمجوز اللذين فاض عزفهما بجماليات لافتة من الموروث الشعبي، كآلتين رئيستين في قيادة اللوحات الراقصة التي قدمتها فرقة دبكة شباب الرمثا، في ساحة المدرج المسرح ومدرجات الجمهور. أما العازفون فهم: معن بيضون على غيتار باس، نور أبو حلتم على الناي، تالين شهرينيان على الأوبي، عادل مصطفى على العود، علي فنيعلى الدرامز، عواد عواد على الإيقاع، مصطفى رشيعلى ومجيد غنمة على الإيقاع، محمد سواح وزاك ريزنيك على الترومبيت، أحمد اسماعيل وأمير ابراهيم على الترومبون، محمد مصطفى ومصطفى سعيد على الساكسوفون، فاروق نصيرات على اليرغول، محمد حجاوي وحذيفة عبدالقادر قربة وعصام أبوكوع على أكوستك غيتار، ديفيد سكوت غيتار كهربائي صولو، شريف الخطيب وفيتا وآنا نزال وعبدالرحيم الخطيب ومحمد رشيد وعبيدة ماضي ومحمود عفيفي على الكمان، وعدي نبر ويزن جرف وخالد حداد وكرم شكور ويزن ست أبوها ورنا بدر وهند حامد ويارا نمر وصبا فريج كورال. وما ميز الحفلة، أن تفاعل الجمهور كان مضبوطاً يحترم الأداء وينتظر نهايته قبل التصفيق. وعلى رغم أن عمل الناصر يأتي أساساً في إطار مشروعيه الموسيقيين الأساسيين: التأليف والتوزيع الموسيقي والموسيقى التصويرية، وقيادة مجموعة رم الموسيقية، فإن له اهتماماً خاصاً بالتراث العربي والعالمي لجهة إعادة توزيعه موسيقياً وتقديمه برؤية جديدة مع الحفاظ على جذره اللحني والغنائي. وقدّم حديثاً في هذا السياق، ألبوم «يا بوردين» بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى، وضمّنه أغاني مختارة من التراث الأردني، وألبوم «زريف» لفرقة الفنون الشعبية الفلسطينية. انطلقت شهرة الناصر بعد تأليفه الموسيقى التصويرية لمسلسل «نهاية رجل شجاع»، من قصة وسيناريو حنا مينه، وإخراج نجدت أنزور، ثم مسلسل «الجوارح»، وتميز في تلك الفترة بالخروج من الأشكال الثابتة للموسيقى العربية والشرقية. وقالت مديرة مجموعة «رم» ورئيسة جمعية «تجلى» للموسيقى والفنون رسل الناصر، إن توقف «رم» في الفترة الماضية كان انعكاساً لارتباك المشهد الثقافي في الأردن. وأضافت: «قررنا كمجموعة رم أن ندعم أنفسنا بأنفسنا. الحالة حقيقية لدينا»، مؤكدة «أن «رم» حلم لطارق الناصر يريد أن «يحقّقه في حالة هدوء». ولفتت إلى أنه «طوال 18 سنة، لم نستطع إنتاج العرض الفني الذي نحلم به، وهذا العرض هو محاولة حقيقية وذاتية ومن دون دعم مادي من أي جهة رسمية».