دخلت سحر خليفة عالم الغناء عبر التراث الشعبي، وقادتها تجربتها إلى مناطق مختلفة استطاعت من خلالها أن تحجز لنفسها مساحة خاصة. أصدرت ألبومها الأول «شمس» من تأليفها وغنائها، وهو عنوان مداعبة كانت أسرتها تطلقها عليها وهي صغيرة. مشوار خليفة بدأ مع فرقة «الحنونة» في التسعينات، حين عادت مع أهلها من الكويت واستقرت في عمّان، وفي عام 2000 بدأت تجربتها الغنائية تتبلور شيئاً فشيئاً: «شعرت بشيء مختلف حين أصدرت ألبومي الأول «شمس». شجعني على إصدار ألبومي الأول عملي المشترك مع فرقة «رم» الأردنية وفرقة سويدية شاركت معها في تجربة موسيقية. ذهبت إلى السويد وسجلت الموسيقى مع فنانين سويديين، بمشاركة عازف الناي نور الدين أبو حلتم. الفترة التي كنت أحاول فيها التفرد الذاتي غنائياً كانت صعبة لأني كنت أقوم وحدي بكل شيء تقريباً». وعلى رغم عملها مع أكثر من فرقة محلية أردنية، تعتبر خليفة نفسها مستقلة، تشارك مع فرق في الغناء وتقيم حفلاتها الخاصة. «أنا كفنانة أعمل في شكل مستقل وهذا ما دفعني لأن أتابع كل تفاصيل ألبومي بنفسي، فألبوم «شمس» يمثل أفكاري في التراث والأداء الغنائي الإنساني المعاصر. قادتني تجربتي في فرقة «الحنونة» للفنون الشعبية إلى استخلاص أغانٍ وأساليب ذات أسلوب خاص. أخذت معي أغاني من فرقة «الحنونة» إلى فرقة «رم»، وكان البحث في تراث الأغاني مع فرقة «الحنونة» مهماً لأني دخلت عالماً من الأحاسيس قادني إلى أن أمزج بين التراث والأداء الجديد». وتضيف خليفة: «أنا مغنية تمزج أساليب موسيقية بأنواع غناء متنوعة، بخاصة في المجال الفولكلوري. انتمي إلى مذاهب مختلفة في الغناء والموسيقى، إلى جانب تفاعلي مع الحداثة والبحث الدائم عن طرق وأساليب جديدة أقدم فيها التراث بطرق حديثة». من فرقة إلى أخرى، استطاعت خليفة أن تمزج الألوان والمذاهب الغنائية والموسيقية لتصل إلى نتائج فنية غنية: «تجربتي مع فرقة «المربع» التي تغني الروك ساعدتني أيضاً في اكتشاف صوتي. أنا لا أضع نفسي في أسلوب محدد، بل أنا مزيج من أنماط مختلفة في الغناء. وأسعى الآن إلى التعمق أكثر في المناهج الموسيقية، فهناك أسئلة عدة بداخلي، أغلب الظن أنها تتعلق بالتراث الغنائي والنبش فيه واستخلاص العبر الجميلة». وترى أن معالجة الأغاني التراثية والشعبية مكنتها من تقديمها بأسلوب رشيق وجعلتها قريبة من المستمع: «علينا تحريك التراث وتقديمه بأسلوب جديد. أشارك بعض الفرق الموسيقية الغناء وهذا ما يجعلني أكثر حرية في تقديم نفسي وأسلوبي الغنائي من خلال أنماط مختلفة ومتعددة، فأنا لا أريد أن أغير مسار غنائي الفكري ولا أريد أن أنصهر ضمن فكر العولمة». وترتكز تجربة سحر خليفة الإبداعية على البحث المستمر في الموسيقى من خلال رؤية خاصة بها لا تبتعد كثيراً عن هويتها وبيئتها: «التنوع مكنني من دعم فرق موسيقية من خلال مشاركتي معها وفي الوقت ذاته من دعمي ومشاركتي لأساليبهم الغنائية الجديدة، وهذا يمثل بالنسبة إلي تآلفاً فنياً وموسيقياً وفكرياً بيني وبين من أشاركه العمل». تخرجت خليفة من «الأكاديمية الأردنية للموسيقى»، شاركت في أعمال مسرحية محلية وعربية وعالمية متعددة، وكان لانضمامها إلى مجموعة «رم» التي أسسها الفنان طارق الناصر منذ بدايات انطلاقتها أثر كبير في تجربتها الموسيقية، فهي المغنية الرئيسية للفرقة منذ سنوات، وعُرفت من خلال العديد من الأعمال التي ألفها طارق الناصر لعدد من المسلسلات ومنها «نهاية رجل شجاع»، وشاركت المجموعة في مهرجانات عدة حول العالم. ألبومها الأول «شمس» أول عمل موسيقيّ تقدمه تأليفاً وغناء، فقد كتبت الكلمات ووضعت الألحان لمعظم الأغنيات فيه، وهي ثماني أغنيات: «شمس»، «حب زمان»، «شو أساوي»، «ما رح يمرق حدا»، «بالاد»، «يا رشا»، وهو موشح أندلسيّ، ثم «حيد عن الجيش»، وهي من التراث الشعبيّ الفلسطيني. يغلب على الألبوم طابع موسيقى الجاز في قوالب متنوعة، وذلك من خلال استخدام آلات شرقية وغربية في آن واحد. وسُجلتْ أغنياته في السويد والأردن وبيروت. وشارك فيه عدد من الموسيقيين السويديين والأردنيين. ومن أغنية «شمس» التي تحمل عنوان الألبوم، نسمع سحر خليفة تغني: عقدي أنا من شمس/ شمس الأماني/ شمسك أغاني/ غيمة شتا عليك/ تحميلي هالغالي/ عقدي أنا من شمس/ غيمك جبل عالي/ والله أنا هويت/ روحك شو تحلالي.