من نوع غنائي إلى آخر، تتنقّل فرقة «اوتوستراد» الأردنية بين محطات موسيقية مختلفة، مازجة ألحاناً ومدارس موسيقية تجمع بين عبق الماضي والحاضر، لتجول بها حول العالم من دون توقف. وبشعار «أقوى نوع» تستمر الفرقة، بلا خوف من التشعب وعدم الاختصاص في الموسيقى، ف «اوتوستراد» لم تترك نوعاً موسيقياً وغنائياً سواء كان قديماً أو عصرياً إلا واحترفته وتذوقته مع جمورها الذي يستمتع بأنغام شرقية، اضافة الى «الروك» و «الريغي» و»الفانك» و»الجاز» وغيرها. تولد الموسيقى من رحم «اوتوستراد» بملامح شرقية، حاملة بين أوتارها جينات غربية، وتتألف الفرقة من يزن الروسان وحمزة أرناؤوط وأفو دمرجيان (غيتار) ووسام قطوانة (كيبورد) وبشار عبدالغني (ساكسوفون) وبرهان علي (درامز). اللوحات الفنية الموسيقية التي تقدمها الفرقة لا بد أن يضاف إلى ايقاعاتها الحصرية والمميزة لون شعبي، فلا تخلو مقطوعة من لغة الشارع المحكية التي تنطق بلسان شعب أثقل بالمشاكل اليومية والقضايا الإنسانية المخفية، فكانت «اوتوستراد» منبراً له. تحمل الموسيقى نقيض ما يتم دندنته على مقاماتها، فرغم القضايا المهمة التي تتناولها الفرقة كالمخدرات والحروب والفقر والتشرد وغيرها، إلا أن طابع الفرح والتفاؤل يطغى على غالبية مقطوعاتها الموسيقية، ما يزيد من قاعدة جماهيرية الفرقة. يقول مؤسس الفرقة وسام قطاونة ل «الحياة»، إن الجمهور يألف أعمالهم لأنها تخلو من الغضب والحزن، وتميل أحياناً الى الكوميديا، معتبراً أن هذا النوع من الفن هو علاج للروح لهم كأعضاء فرقة ولجمهورهم أيضاً. وتتمتع «أوتوستراد» بقاعدة جماهيرية واسعة داخل الأردن وخارجه، وتقدم حفلات متكررة في المغرب العربي، كما تتلقى دعوات مستمرة للمشاركة في مهرجانات أوروبية، إلا أن الأحوال المادية تحول دون سفرهم أحياناً. وتحدث قطاونة عن أكثر التجارب تأثيراً في مسيرة الفرقة حين شاركت في مهرجان موسيقى في انكلترا، وخصص ل 40 فرقة غنائية وقت محدود، بيد أن «اوتوستراد» تجاوزت الوقت المخصص لها بأشواط، نظراً إلى تفاعل الجمهور مع الموسيقى، ومطالبته بمزيد، ما دفع الصحافة الغربية الى تسليط الضوء على تجربة الفرقة. «كنباي» و «استنى شوي» و«سافر» و«مرسال»، من أبرز الأغاني وأكثرها انتشاراً بين الجمهور الذي يطالب بها خلال الحفلات. وما يميز أعضاء الفرقة أنهم أكثر من هواة، فهم متخصصون في الموسيقى وحاصلون على شهادات عليا في هذا المجال ما يعطي نتاجهم الفني رونقاً خاصاً، إضافة إلى عفويتهم على المسرح. وتعد «أوتوستراد» من الفرق العربية التي كرست فكرة الغناء باللهجة العامية المحلية، ومنذ انطلاقتها عام 2007 أنجزت ثلاثة ألبومات حمل اثنان منها اسم الفرقة والثالث كان بعنوان «نيتروجين». وتعمل الفرقة حالياً على اصدار ألبومها الرابع قريباً، وسيضم عدداً من الأغاني بتشكيلات موسيقية متنوعة، وستسجل الأعمال في الولاياتالمتحدة الأميركية، بأحدث التقنيات الصوتية.