أبلغت وزيرة الخارجية في ميانمار أونغ سان سو تشي رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ في بكين أمس، ان حكومتها تتطلّع الى تسوية مناسبة بالنسبة الى الجانبين، لمشروع مجمّد للطاقة الكهرومائية تموّله الصين في شمال ميانمار. سو تشي التي تلتقي اليوم الرئيس الصيني شي جينبينغ، قالت خلال لقائها لي كيكيانغ: «نأمل بتعزيز العلاقات بين الصين وميانمار وتطويرها». اما لي فرجّح أن تتيح زيارة زعيمة المعارضة سابقاًَ «زخماً جديداً للعلاقات بين الصين وميانمار». وأضاف مخاطباً سو تشي إن «حكومة ميانمار وأنتِ شخصياً، توليان اهمية كبرى للعلاقات» بين الجانبين. ويشكّل استئناف مشروع سد «مياتسون» في شمال ميانمار، وهو بقيمة 3.6 بليون دولار وسيمدّ الصين بالكهرباء، أولوية بالنسبة الى بكين، أبرز شريك تجاري لميانمار. في المقابل، تأمل سو تشي بنيل دعم الحكومة الصينية في مفاوضات السلام مع مجموعات مسلحة تنشط في منطقة حدودية محاذية للصين. والأخيرة كانت احدى أبرز الجهات الداعمة للمجلس العسكري الحاكم في ميانمار، والذي أخضع سو تشي لإقامة جبرية طيلة نحو عقدين. وآنذاك كان يُعتبر مشروع سد «مياتسون» رمزاً للهيمنة الاقتصادية الصينية على البلاد. وبعد تظاهرات شعبية معارضة للسد في ميانمار، ثم حلّ المجلس العسكري نفسه عام 2011، قرّرت الحكومة شبه المدنية التي خلفته في السلطة تجميد المشروع الذي كان مفترضاً أن يؤمّن معظم طاقته الكهربائية الى الصين، ما أغضب الأخيرة. وقال ليو تشن مين، نائب وزير الخارجية الصيني، ان لي كيكيانغ وسو تشي بحثا في مسألة مفاوضات السلام مع المجموعات المسلحة التي تنشط في ميانمار، اضافة الى مشروع سد «مياتسون». واستدرك أن المحادثات لم تُسجّل تقدماً، سوى تأكيد سو تشي انها «ستشكّل لجنة تحقيق لإيجاد حلّ ملائم» لمسألة تشييد السد. ووقع رئيس الوزراء الصيني مع سو تشي اتفاقاً لدرس جدوى تشييد جسر في مونلونغ على بعد 32 كيلومتراً من الحدود في منطقة كوكانغ، حيث اشتبكت مجموعة عرقية صينية متمردة مع القوات البورمية. واختيار سو تشي الصين لأول زيارة الى الخارج، بصفتها وزيرة للخارجية، يعني انها تعطي أولوية لهذه العلاقة الثنائية، بعد انتخابات تاريخية قوّضت هيمنة الجيش. ومع 15.4 بليون دولار، تبقى الصين أكبر مستثمر في ميانمار، ومن أهم استثماراتها أنبوب ضخم للنفط والغاز ومنطقة اقتصادية خاصة وسدود ومناجم. واستمرت الشركات الصينية في الفوز بعقود ضخمة في ميانمار أخيراً، على رغم دخول شركات غربية الى البلاد. وكتب معلّق في صحيفة «غلوبال تايمز» الرسمية الصينية: «عكس الرؤية غير الموضوعية بأن تشكيل حكومة ديموقراطية في ميانمار سيجعلها تميل أكثر نحو الغرب، فإن زيارة شو تشي الى الصين تكتسي ثقلاً كبيراً».