أعرب الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال لقائه نظيره التركي رجب طيب أردوغان في بكين أمس، عن تفاؤله ب «مستقبل مشرق» للعلاقات بين الجانبين. لكن زيارة أردوغان تتم وسط توتر بين بكين وأنقرة، بعد شغب وعنف استهدف صينيين في تركيا بسبب اتهام بكين بإساءة معاملة أقلية الأويغور المسلمة الناطقة بالتركية في إقليم شينغيانغ الصيني، وبسبب مفاوضات حساسة بين الدولتين في شأن صفقة محتملة قيمتها 3.4 بليون دولار، لشراء تركيا أنظمة صواريخ صينية. وحذرت صحيفة «تشاينا ديلي» الرسمية من أن «مسألة الأويغور ستؤدي إلى تسميم العلاقات وعرقلة التعاون، إذا لم تُسوَّ»، ملمحة إلى أن بكين ستضغط على أردوغان ليمنع منح الأويغور «الذين غادروا الصين في شكل غير قانوني»، وثائق سفر تركية. وقال شي إن «مستقبل العلاقات بين الصينوتركيا مشرق جداً، ويملك إمكانات ضخمة». وعلّق أردوغان قائلاً إن العلاقات تتقدّم وتصبح أكثر جوهرية من أي وقت. وأضاف: «نعتقد بأن ذلك سيساهم في تعزيز الثقة السياسية المتبادلة والصداقة بين شعبينا». ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن الرئيس التركي إن زيارته الصين «ستنعكس إيجاباً على تعزيز الثقة والتفاهم بين البلدين». وأضاف: «ننظر إلى علاقاتنا مع الصين من ناحية استراتيجية. اتخذنا عام 2010 خطوات مهمة لتوطيد تعاوننا الإستراتيجي، ونقف الآن على أعتاب مرحلة التطبيق». وذكّر بأن العام 2015 يصادف مرور 45 سنة على بدء العلاقات الديبلوماسية بين بكين وأنقرة. وبعد اجتماع دام ساعتين، رأس شي وأردوغان توقيع اتفاقات في التجارة والاستثمار وتعزيز الحوار على مستوى نائب رئيس الوزراء. وذكر تشانغ مينغ، نائب وزير الخارجية الصيني، أن أردوغان أكد احترام تركيا سيادة الصين ووحدة أراضيها، مضيفاً أنه «لن يسمح لأحد باستخدام أراضي تركيا للإضرار بالمصالح القومية للصين وأمنها». وأشار إلى أن الجانبين اتفقا على تعزيز جهودهما لمكافحة الإرهاب وتهريب البشر، لكنه لم يجب عن سؤال عن أويغور غادروا الصين إلى تركيا. وكان أردوغان التقى رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ الذي لفت إلى أن قوة العلاقات بين البلدين يعقّدها تقارب تركيا والولايات المتحدة والحرب في سورية. وكانت تركيا، وهي عضو في الحلف الأطلسي، وافقت مبدئياً عام 2013 على شراء نظام صاروخي للدفاع الجوي صيني الصنع من طراز «إتش كيو-9»، اذ عرضت بكين أفضل سعر وامتيازات تكنولوجية. لكن الصفقة أثارت جدلاً، في شأن عدم انسجام النظام الصاروخي الصيني مع أنظمة أسلحة «الأطلسي»، واحتمال تسرّب أسرار عسكرية لبكين. وسُئل تشانغ عن هذه المفاوضات، فاكتفى بأن لدى الجانبين «مصالح قوية في التعاون الدفاعي، وسيعززان تعاونهما في هذا المجال». وكان أردوغان قال لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا): «نرحّب بأي عرض من شأنه دفع المحادثات. وهذه الزيارة من شأنها تعزيز العلاقات الثنائية» بين البلدين.