أنهى الرئيس الصيني شي جينبينغ زيارة مثمرة لبريطانيا، أبلغ خلالها رئيس الوزراء ديفيد كامرون مواربة، أن بلاده تفضّل بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي. ويسعى كامرون إلى إعادة التفاوض في شأن علاقة بريطانيا مع الاتحاد الذي انضمت إليه عام 1973، في وقت تستعد حملتا «البقاء» و»الخروج» من الاتحاد لمعركة، في استفتاء على العضوية مرتقب قبل عام 2017. ولا تُعلّق بكين على عمليات التصويت في الدول الأخرى، اذ تعتبر ذلك تدخلاً في شؤونها الداخلية. لكنها قلقة من تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ومن أي ضعف يعتري الاتحاد الذي تعتبره قوة موازنة للولايات المتحدة. وأعلنت الخارجية الصينية أن شي أبلغ كامرون خلال لقائهما في المقر الريفي الرسمي لرئيس الوزراء البريطاني، أن الاتحاد الأوروبي شريك استراتيجي لبكين وأيضاً أبرز شريك تجاري لها. ونقلت عن شي قوله: «تأمل الصين بأن ترى أوروبا مزدهرة وأن يكون الاتحاد الأوروبي موحداً، وتأمل بأن تستطيع بريطانيا، كونها عضواً مهماً في الاتحاد، أداء دور إيجابي وبنّاء أكثر في تعزيز علاقات الصين مع الاتحاد». اليوم الأخير من زيارة شي التي دامت أربعة أيام، كان في مدينة مانشستر حيث استقبله مئات على الطريق، رافعين أعلاماً صينية، علماً أن بكين ولندن أبرمتا خلال الزيارة عقوداً قيمتها 46 بليون دولار. في غضون ذلك، أعلنت بكين أن المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ستجري زيارة رسمية إلى الصين، في 29 و30 الشهر الجاري، بدعوة من رئيس الوزراء لي كيكيانغ. ويستعد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لزيارة الصين الشهر المقبل، علماً أن هناك توتراً «تجارياً بين الاتحاد الأوروبي والصين، كما واجهت شركات أوروبية غرامات ضخمة في الصين، لإدانتها بانتهاك قوانين مكافحة الاحتكار. وتشكو شركات أوروبية من أن الصين تحدّ من دخول قطاعات في أسواقها، فيما تتمتع الشركات الصينية بحرية العمل في أوروبا. إلى ذلك، أبلغ قائد البحرية الصينية وو شينغ لي وفداً عسكرياً أميركياً في بكين أن العلاقات بين البحريتين الصينية والأميركية في «أفضل حالاتها في التاريخ». وزار وفد البحرية الأميركية حاملة الطائرات الوحيدة لدى الصين، علماً أن قائد البحرية الصينية كان اجتمع مع الوفد قبل أيام. وقال وو إن الصين والولايات المتحدة تعملان بجدية لزيادة التعاون العسكري وتنفيذ مناورات مشتركة والاتفاق على قواعد في شأن المواجهات البحرية والجوية. وأضاف: «العلاقات الآن بين البحريتين الصينية والأميركية في افضل مراحلها على مرّ التاريخ. التعاملات والاتصالات اكثر ثقة وفاعلية». واستدرك أن الأمر لم يكن سهلاً، وزاد: «سيصبح التعامل بين قوات الخط الأمامي من البلدين منسقاً على نحو افضل في شكل تدريجي».