جددت حركة «حماس» نفيها مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ على ميناءي إيلات الإسرائيلي والعقبة الأردني الإثنين الماضي، كما رفضت اتهامات القاهرة لفصائل فلسطينية في قطاع غزة بالمسؤولية عن إطلاق هذه الصواريخ، واصفة هذه التصريحات بأنها «غير مهنية». وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية نقلت عن مصدر أمني مصري قوله إن «المعلومات الأولية التي توصلت اليها الأجهزة تشير الى وقوف فصائل فلسطينية من قطاع غزة خلف تلك العملية»، مؤكداً ان «هذا ما يتم تركيز جهود البحث حوله». ولمح المصدر، الذي لم تذكر الوكالة اسمه، الى ان الصواريخ اطلقت فعلاً من سيناء، مشدداً على أن بلاده «لن تقبل بأي حال من الأحوال أن يستخدم أي طرف أراضيها للإضرار بالمصالح المصرية». كما نقل الموقع الإلكتروني المصري «اليوم السابع» عن مصادر أمنية مصرية اتهامها «حماس» ب «الضلوع» في اطلاق الصواريخ، مضيفة ان «أعضاء من حماس تسللوا عبر الأنفاق الموجودة على الحدود المصرية - الفلسطينية ليطلقوا الصواريخ منها، لتلفت الأنظار إلى إطلاقها من الأراضي المصرية وإثارة الشكوك حولها». وكانت مصادر امنية مصرية استبعدت الإثنين إمكان إطلاق الصواريخ من سيناء لأن «المنطقة صحراوية خالية الى حد كبير وجبلية جداً»، فيما أكدت السلطات الأردنية والإسرائيلية في اليومين الماضيين إطلاق الصواريخ من سيناء. ورفض الناطق باسم «حماس» سامي ابو زهري الاتهامات المصرية، ولفت الى ان البيانات المصرية «متضاربة، إذ استندت في البداية إلى نفي إطلاق الصواريخ من سيناء ثم عادت لتؤكدها، وهو ما يفقد هذه التصريحات أي قيمة ويجعلها فاقدة للصدقية»، معتبراً انها «ليست مهنية وذات دوافع سياسية هدفها زيادة التحريض على قطاع غزة وتبرير استمرار الحصار والعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني». وجدد تشكيك الحركة في «أحداث إيلات» ووصفها بأنها «مصطنعة ومفبركة بين الاحتلال وبعض الأطراف في المنطقة لإعادة إنتاج صورة الضحية للاحتلال لتبرير استمرار حصار قطاع غزة». وكان وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك لمح أمس الى وجود صلة لحركة «حماس» بإطلاق الصواريخ، وقال في تصريح الى الإذاعة الإسرائيلية: «لا اريد ان اقول انني مقتنع، لكن قد تكون هناك صلة بين حماس وعملية الإطلاق تلك. المنفذون ربما ليسوا جزءاً من حماس في غزة. ربما هناك صلة غير مباشرة في شكل اكبر قليلاً». الى ذلك، ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس أن «هناك عدداً من الخلايا الإرهابية النائمة التي تعمل في شبه جزيرة سيناء سراً مشغولة في الفترة الحالية بتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، وتبذل جهوداً لضرب إسرائيل». وأضافت أن بعض هذه الخلايا له «صلات مع حماس وحزب الله وتنظيم القاعدة، وغيرها من الجماعات الجهادية العالمية». وسعت اسرائيل الى زرع بذور الشقاق بين مصر وقطاع غزة، إذ صرح مصدر عسكري رفيع في الجيش الإسرائيلي إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية مساء أول من أمس بأن اطلاق الصواريخ يهدف الى «إحراج القاهرة». وأضاف أن «الحدود بين إسرائيل ومصر طويلة للغاية ومن دون حراسة نسبياً، مقارنة بالأسوار الكهربائية وأنظمة المراقبة المتطورة المحيطة بقطاع غزة». وأشارت مصادر رفيعة في الجيش الإسرائيلي وفقاً ل «هآرتس» الى أن «العام الماضي شهد تحسناً كبيراً في أنشطة التنسيق بين القوات المسلحة المصرية والأردنية، لكنه لوحظ في الفترة الأخيرة بعض التردد من جانب المصريين في مواجهة العصابات في شبه جزيرة سيناء وجهاً لوجه». ولفتت «هآرتس» الى سلسة من عمليات القصف من سيناء آخرها قبل ثلاثة أشهر ونصف الشهر عندما أطلق صاروخا كاتيوشا على إيلات انفجر أحدهما في حقل قريب من المنطقة الصناعية في العقبة، وسقط الآخر في البحر الأحمر، ما تسبب في وقوع إصابات. وأضافت انه في كانون الأول (ديسمبر) 2005 أطلقت ثلاثة صواريخ كاتيوشا من الأردن، انفجر أحدها قرب مطار إيلات، ما تسبب في بعض الأضرار المادية، فى حين أصاب اثنان آخران سفينة حربية أميركية كانت ترسو في ميناء العقبة، ومستشفى عسكري أردني، ما أسفر عن مقتل جندي واحد. ميدانياً، استشهد ناشط من حركة «فتح» وأصيب اثنان آخران ليل الثلثاء - الأربعاء نتيجة قصف إسرائيلي مدفعي استهدفهم شرق خان يونس جنوب قطاع غزة. وذكرت مصادر محلية إن قوات الاحتلال أطلقت قذيفتي مدفعية على عدد من عناصر «حماة الأقصى» التابعة لحركة «فتح»، بينما كانوا يرصدونها قرب الحدود الشرقية الواقعة بين بلدتي عبسان وخزاعة شرق مدينة خان يونس، ما أدى الى استشهاد شريف بدير (24 سنة) من حي الأمل في المدينة.