كيف نبدأ التنمية في مجتمعنا الصغير ثم الكبير ثم الأكبر؟ كأني أسمع أحدكم يقول بينه وبين نفسه: سؤال ممل نسمعه في كل يوم ثم لا نرى تنمية ولا يحزنون؟! أو سؤال إجابته لا تلزم أحداً! وإذن لنعبر الصفحة لنرى الصفحة التي بعدها... وأقول كلنا عابرون... قد نعبر الصفحة من دون أن نقرأها، ونعبر الطريق في سياراتنا أو في سيارات الأجرة، المهم العبور إلى أين؟ هذا ما لا أعرفه بالتأكيد! ولكني أعرف أن التنمية تستحق منا أن نتوقف قليلاً لنفكر إلى أين نحن ذاهبون؟ هل الذهاب إلى قراءة نتائج فرق الكرة في معظم دول العالم، أو الذهاب إلى أعمالنا والبقاء في مقاعدنا وتقليب بعض الأوراق ثم التحديق في هواتفنا الشخصية؟ أم نذهب إلى تزويد الناس في المجتمع الذي يراد تنميته - وهذه موجهة إلى من بيده بعض المهام الحقيقية - بالآليات التي يحتاجون إليها لرفع أنفسهم ومن حولهم من حال الجمود إلى حال الحركة؟ لنضع استراتيجية بسيطة التنفيذ وتحقيقها ممكن لكل مجموعة، أسرة، حارة، أعني لكل مجموعة متجانسة... لن أقول بالطبع أن على كل أسرة إنشاء مصنع أو إنشاء مزرعة منتجة، ولكن هذا ليس مستحيلاً إذا وجدت الإرادة. في أيام الحربين العالميتين الأولى والثانية أيضاً، لم يكن من السهل الحصول على كثير من المنتجات الزراعية أو الصناعية، فهل توقف الناس عن الأكل أو اللبس أو الحصول على الحاجات الضرورية؟ أبداً لقد استمرت الحياة واستطاع الناس أن يكيفوا حياتهم والتيسير على أنفسهم بأنفسهم... نحن لا نعيش حال الحرب ولله الحمد، ولكننا نتخلف ولهذا كان لابد من التنمية، ونستطيع أن نكون نحن أصحاب الإرادة لا غيرنا. هل أطلب مستحيلاً؟! بكل اطمئنان أقول: لا، أنا لا أطلب مستحيلاً، فمتاح لنا أن نزرع بعض الحقول في بيوتنا! أعلم أن الكثيرين منا يعيش في عمارات نسي أصحابها أن يتركوا مساحة صغيرة للعب الصغار ولنضع بها بضع شجيرات يستظل بها كبار السن بعد الظهيرة، ولكن هناك أيضاً تقنية النباتات المحمية، تصوري أختي الحبيبة أنك زرعت بعض النباتات التي تحتاجينها لطبق السلطة، هل هذا مستحيل؟ جربي وستكون سعادتك مضمونة، على الأقل تضمنين نظافتها من المياه الملوثة، وحتى لا يقال إن هذا يسبب هدراً للمياه، والمياه في الحقيقة من الواجب التوفير فيها - وهذه في الحقيقة مسؤولية وطنية يجب الحرص عليها - وتستطيعين توفير المياه لمزرعتك الصغيرة الجميلة من بقايا مياه الشرب التي يتركها كل واحد من أفراد الأسرة في زجاجته التي لا يكمل شربها في العادة! لنذهب إلى التصنيع، لن أتكلم في المستحيل، فالمجال مفتوح على نوافذ تجلب الشمس الدافئة. نعم فلنفتح المجال للمصانع الصغيرة التي يتعاون على إنشائها مجموعة متجانسة، مثل الأسر، الأصدقاء، الصديقات، والصديقات قادرات على هذا الفعل وفي جمعياتهن الاقتصادية التي يجمعن خلالها المال لدعم إحداهن على بدء عمل ما خير مثال. المهم ألا يتصدى لهن بعض موظفي الدولة والذين أوكلوا للعمل لمصلحة المواطنين وكأنهم يكافحون مروجي المخدرات! فقط أعطوا السيدات الفكرة ثم انتظروا وسترون أشياءً جميلة تزدهر في الوطن. [email protected]