حسمت الحكومة اليمنية أمس أمرها وقرر الرئيس عبد ربه منصور هادي ومستشاروه عودة وفدهم المفاوض إلى الكويت لاستئناف مشاورات السلام مع وفد الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي صالح، في وقت أحرزت القوات الموالية لها تقدماً ميدانياً جديداً غرب مأرب في ظل استمرار المواجهات على مختلف الجبهات وتواصل غارات التحالف العربي على مواقع المتمردين. وحددت الحكومة اليمنية 15 يوماً لحسم ملف المشاورات، والخروج بالتصور النهائي عن جدية الأطراف الأخرى في الوصول إلى حل سلمي لأزمة اليمن التي شارفت على عامها الثاني، منذ انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية في أيلول (سبتمبر) 2014. وأعادت ضمانات مكتوبة، قدّمها مبعوث الأممالمتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وفد الحكومة الشرعية إلى طاولة المشاورات، وغادر الوفد الحكومي ليل أمس (السبت) إلى الكويت لحضور الجولة الثانية من المشاورات مع الأطراف الانقلابية، والتي من المقرر أن تستمر 15 يوماً غير قابلة للتمديد، ولن تشهد أية مناقشة لخريطة الطريق التي تقدّم بها إسماعيل ولد الشيخ في وقت سابق، بعد موافقته على سحبها استجابة لضغوط الحكومة اليمنية. وأكّد نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية عضو الوفد اليمني المفاوض عبدالعزيز جباري ل «الحياة» أن المبعوث الأممي قدم ضمانات مكتوبة بالالتزام بالمرجعيات الدولية، وعدم التطرق إلى أية قضايا أخرى، وقال: «تلقينا ضمانات مكتوبة بأن المشاورات المقبلة سيتم خلالها الالتزام بالمرجعيات المتعارف عليها، والتي تستند إلى القرار 2216، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وبأن النقاش سينحصر في الانسحاب من المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الانقلابية وتسليم السلاح، وإعادة مؤسسات الدولة». وبيّن نائب رئيس الوزراء أنه «لن تتم مناقشة خريطة الطريق التي أعلنها المبعوث الأممي في ختام الجولة الماضية من المشاورات، مؤكداً أنه، خلال الجلسات التي من المقرر أن تنطلق بجلسة ليل السبت، سيتم التطرق إلى عدد من المواضيع، كإيصال المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والدواء إلى المناطق المحاصرة، وإطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين، وفق تأكيدات ولد الشيخ للوفد المفاوض. وأفادت مصادر الحكومة بأن هادي رأس أمس في مقر إقامته الموقت بالرياض اجتماعاً للهيئة الاستشارية وأعضاء فريق مشاورات الكويت بحضور نائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر للوقوف على آخر المستجدات على الساحة الوطنية ومنها ما يتصل بمشاورات السلام وآفاقها المتاحة. وأضافت المصادر أن الاجتماع «ناقش باستفاضة لقاءات ولد الشيخ التي أجراها مع الرئيس ونائبه وقادة الأحزاب والقوى السياسية والهادفة في مجملها إلى استئناف مشاورات السلام في الكويت مع الأخذ في الاعتبار السقف الزمني المفترض والالتزام بأسس ومرجعيات السلام». ميدانياً، سيطرت القوات الموالية للحكومة على منطقة «حيد النضارة» في صرواح، غرب مدينة مأرب، عقب معارك عنيفة ضد الحوثيين وقوات صالح، وقالت مصادر ميدانية في القوات الحكومية إن المواجهات التي استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف مسلحي الجماعة والقوات الموالية للرئيس السابق. وجاء التقدم الجديد للقوات الحكومية إثر سيطرتها في اليومين الأخيرين على مواقع للحوثيين وقوات صالح في مديرية نهم عند المدخل الشمالي الشرقي لصنعاء، إضافة إلى تمكنها من طرد المتمردين من مناطق جبلية قريبة من باب المندب بمساندة كثيفة من طيران التحالف. إلى ذلك أفادت مصادر ميدانية وشهود بأن طيران التحالف العربي جدد أمس ضرب مواقع المتمردين وتعزيزاتهم في محافظاتمأرب والجوف وحجة وصعدة، وقالت إن غارات استهدفت مناطق «حرض ومثلث عاهم ومستبأ والشعاب» شمال محافظة حجة ودمرت آليات للمتمردين بالتزامن مع قصف مدفعي متبادل واشتباكات مع القوات الحكومية في جبهتي «حرض وميدي» الحدوديتين. وفي مدينة تعز أكدت مصادر الجيش الوطني والمقاومة أن أربعة حوثيين قتلوا مقابل أحد عناصر المقاومة في معارك تجددت بين الطرفين في منطقة الصراري جنوب شرقي مدينة تعز. وأفادت مصادر محلية في محافظة البيضاء بأن ستة من ميليشيا الحوثيين وقوات صالح قتلوا في قصف مدفعي لقوات المقاومة استهدف منطقة «الوهبية» في مديرية «السوادية»، فيما شنت الميليشيا حملة خطف طاولت المدنيين في منطقة «حمة صرار» التابعة لمديرية «ولد ربيع».