اشتدت المواجهات بين القوات الموالية للحكومة اليمنية وميليشيا جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في مختلف جبهات القتال، فيما وجّه طيران التحالف العربي ضربات موجعة للمتمردين في محافظات تعز وحجة ومأرب أدت إلى مقتل وجرح العشرات وتدمير آليات ثقيلة ومركبات عسكرية. وأحكمت القوات اليمنية سيطرتها على عدد من المواقع الجديدة في سياق تقدمها في الأطراف الشمالية الشرقية لصنعاء. وصدّت هجوماً للمتمردين على معسكر اللواء 35 مدرع غرب تعز هو الرابع من نوعه خلال أسبوع، كما صدّت هجمات للحوثيين في مديرية نهم. وأفيد أمس بأن القوات السعودية وحرس الحدود صدوا محاولات اعتداء وتسلل على الحدود باتجاه محافظتي الموسم والطوال، فيما دمّرت طائرات «أباتشي» معدات دعم عسكري تابعة للانقلابيين، أثناء محاولتهم إطلاق قذائف على الأراضي السعودية. وتمكنت المدفعية السعودية مساء أول من أمس، من تدمير خنادق مستحدثة تحصّن فيها المسلحون الحوثيون قرب الحدود، بعدما أطلقوا قذائف باتجاه المحافظات السعودية القريبة. وأفادت مصادر محلية وعسكرية بأن مقاتلات التحالف قصفت تعزيزات وتحركات لآليات عسكرية ثقيلة في منطقة مران معقل ميليشيا الحوثي في محافظة صعدة، مشيرة إلى أن سلسلة غارات دمّرت تعزيزات أخرى في مديريتي حرض وميدي شمال غربي حجة، من بينها عربة صواريخ باليستية. وأضافت أن غارات استهدفت أيضاً مواقع المتمردين وتعزيزاتهم في منطقة المخا ومديرية «ذوباب» الساحليتين غرب تعز، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات. من جهة ثانية، كشف «ائتلاف الإغاثة الإنسانية» في محافظة تعز في تقرير له، أن الحوثيين فجّروا الشهر الماضي أربعة منازل في مناطق صالة، وحسنات، والمكلكل، وحي الجحملية شرق مدينة تعز، مؤكداً أن 128 قتيلاً و741 جريحاً سقطوا خلال الشهر نفسه جراء القصف المدفعي وعمليات القنص التي قامت بها ميليشيات الانقلابيين. وفي مديرية صرواح (غرب مأرب) أفادت المصادر بأن طيران التحالف قصف أمس تعزيزات حوثية في منطقة حريب القراميش، في ظل استمرار معارك الكر والفر بين المتمردين وقوات الشرعية الموالية للحكومة والمدعومة من قوات التحالف ورجال القبائل. إلى ذلك، أحبطت قوات المقاومة الموالية للحكومة في جبهة «حمك» الواقعة بين محافظتي إب والضالع هجوماً للحوثيين وقوات صالح. وقالت مصادر المقاومة إنها «تمكّنت من كسر هجوم لميليشيا الانقلاب على موقع يبار». وأكدت سقوط «قتلى وجرحى من الحوثيين في الاشتباكات»، مضيفة أن الميليشيات الحوثية قصفت بالأسلحة الثقيلة قرى الصياح والذنبة والمقبابة في منطقة شذا، ما أدى إلى «أضرار كبيرة» في منازل المواطنين. على صعيد آخر، تفقّد رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد علي المقدشي أمس وحدات الجيش والمقاومة في بيحان وعسيلان بمحافظة شبوة. وأشاد بصمود أبناء شبوة وتضحياتهم في مواجهة الانقلابيين ودحرهم من مناطق عدة في بيحان وعسيلان أخيراً. سياسياً، أفاد مصدر حكومي «الحياة»، بأن وفد الحكومة المشارك في مفاوضات الكويت مع وفد الانقلابيين «قد لا يعود إلى استئناف المشاورات في منتصف الشهر الجاري بسبب اعتراض الحكومة جملة وتفصيلاً على خريطة الطريق التي قدمها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد». واعتبر المصدر الحكومي الخريطة الأممية «غير واقعية ومنحازة إلى الانقلابيين من دون أن تراعي المرجعيات الثلاث التي ارتكزت عليها المشاورات، وهي قرار مجلس الأمن 2216، والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني».