مع اشتداد المواجهات بين القوات الموالية للحكومة اليمنية وبين ميليشيا الحوثيين والقوات التابعة للرئيس السابق علي صالح وتضاؤل فرص التوصل إلى حل سياسي وصل أمس الرئيس عبدربه منصور هادي يرافقه نائبه الفريق علي محسن الأحمر إلى مدينة مأرب في زيارة استمرت ساعات هي الأولى من نوعها منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء في أيلول (سبتمبر) 2014. وتوقع مراقبون عسكريون أن يكون هدف الزيارة إعطاء إشارة البدء لإطلاق عملية عسكرية واسعة للجيش الوطني وقوات «المقاومة الشعبية» لاستعادة صنعاء واستكمال تحرير مناطق غرب مأرب. وكشف هادي خلال لقائه القيادات العسكرية وقيادة السلطة المحلية في المجمع الحكومي في مأرب بأنه أبلغ الأممالمتحدة بعدم العودة إلى مشاورات الكويت إذا حاولت فرض رؤيتها الأخيرة عبر مبعوثها الدولي إسماعيل ولد الشيخ وهي الرؤية التي تتضمن تشكيل حكومة ائتلاف وطني بمشاركة الحوثيين وحزب صالح. وقال: «لن نعطي الانقلابيين ما يريدون من شرعية عبر مشاورات الكويت، ولن يلقوا منا إلا الصمود»، مجدداً تأكيده بأن قواته «ستحرر صنعاء وترفع علم الجمهورية اليمنية فوق جبال مران في محافظة صعدة» حيث المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين. وتابع: «لن نتراجع عن أحلام اليمنيين في يمن اتحادي تسوده العدالة والمواطنة، ولن أسمح للحوثيين بإقامة دولة فارسية في اليمن، كما لن نسمح للحوثي التطاول على 25 مليون يمني وتحويل اليمن إلى دولة تابعة لإيران». وكانت الأممالمتحدة أرجأت قبيل عيد الفطر مشاورات الكويت بين وفد الحكومة اليمنية ووفد الحوثيين وصالح إلى منتصف الشهر الجاري وأعلن مبعوثها إسماعيل ولد الشيخ عن تقديمه خريطة طريق إلى الوفدين للتشاور في شأنها مع قيادتهم. في الجانب العسكري جدد الحوثيون وأنصار صالح أمس قصفهم لمناطق شمال محافظة الضالع في ظل اشتباكات عنيفة شهدتها مختلف الجبهات في محافظات حجة ومأرب والجوف وتعز ولحج وفي منطقة نهم شمال شرقي صنعاء حيث تحاول القوات الحكومية كسر هجمات المتمردين والتقدم نحو صنعاء. وأفادت مصادر المقاومة والجيش الوطني بأن «طيران التحالف أغار على تعزيزات للانقلابيين في مديرية الوزاعية جنوب غربي تعز كانت في طريقها لتعزيز الميليشيات في مديرية المضاربة المجاورة». وأضافت أن الضربات الجوية دمرت آليات عسكرية وتسببت في مقتل وجرح عدد من المسلحين الحوثيين. وفي تعز أفادت المقاومة بأن قواتها «صدت هجوماً عنيفاً للمليشيا على مواقع المقاومة والجيش الوطني في حي ثعبات والجحملية والكمب وحي الدعوة شرق تعز، وكذلك في شارع الأربعين وحي عصيفرة والزنوج وتبة الدفاع الجوي شمال المدينة». وقالت: «إن المليشيات شنت هجوماً وقصفاً عنيفاً بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الدبابات والمدفعية على مواقع المقاومة الشعبية والجيش الوطني في مقر اللواء 35 مدرع ومنطقة غراب وشارع الثلاثين والسجن المركزي ومنطقة الضباب غرب تعز». وأضافت: «أن المتمردين قصفوا منطقة حمير في مديرية مقبنة غرب مدينة تعز، كما أرسلوا تعزيزات عسكرية إلى شارع الخمسين ومنطقة حذران القريبة من مقر اللواء 35 مدرع استعداداً لتجديد الهجوم على مقر اللواء». وفي جبهة نهم تمكنت القوات الحكومية من السيطرة على مواقع جديدة بعد معارك ضارية وغارات لطيران التحالف، وقال مصدر ميداني في المقاومة الشعبية ل»الحياة» إن الغارات استهدفت «تعزيزات ومواقع للحوثيين في مناطق آل سبانة والحدود وجبل يام، وفي منطقة السلطا ومنطقة ضبوعة ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات وتدمير كميات ضخمة من العتاد». إلى ذلك كشفت مصادر ميدانية في المقاومة أن مليشيات الحوثيين وقوات صالح دفعت في الأيام الأخيرة بتعزيزات ضخمة إلى جبهات باب المندب (جنوب غربي تعز) وإلى مديرية مكيراس الواقعة بين البيضاء وأبين، وإلى جبهة «حرض - ميدي» شمال غربي محافظة حجة، إضافة إلى إرسال تعزيزات بالأسلحة والذخائر باتجاه جبهة نهم شمال شرقي صنعاء.