واصل مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ جهوده في الكويت لاستئناف جلسات المشاورات المباشرة بين وفد الحكومة الشرعية ووفد جماعة الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي صالح غداة نجاح الوساطة الكويتية في إنعاش المسار التفاوضي بعد تعليق الوفد الحكومي مشاركته في المشاورات احتجاجاً على تراجع وفد الانقلابيين عن الاعتراف بالمرجعيات الأساسية للحوار. في حين دعت «المقاومة الشعبية» في صنعاء الوفد الحكومي إلى الانسحاب من المفاوضات والعودة إلى خيار الحسم العسكري. وأفادت مصادر مطلعة على سير المفاوضات بأن ولد الشيخ عقد أمس لقاءين منفصلين مع الوفدين اليمنيين في سياق جهوده الرامية لاستئناف اللجان الفرعية جلسات المشاورات لاستكمال النقاش حول الملف الأمني والعسكري، والجانب السياسي وملف الأسرى والمعتقلين. وأكد المبعوث الأممي تفهمه لموقف الحكومة الشرعية ومطالبها واعتبرها «مطالب مشروعة ومنطقية»، وقال: «إن كل ما ورد في رسالة الوفد الحكومي هي مطالب نتفق عليها ويتفق معنا عليها العالم». وأشاد ولد الشيخ بصبر الوفد الحكومي وتعاطيه الإيجابي مع المشاورات، طالباً المزيد من الصبر، وأنه سيبذل جهوداً إضافية مع الطرف الآخر. وخلال اللقاء جدد الوفد الحكومي تمسكه بالمطالب التي قدمها في رسالة إلى ولد الشيخ أحمد وطالب فيها بضرورة العمل على تثبيت النقاط الست كأساس لضمان نجاح المشاورات، مؤكداً أن هذه المطالب هي مقررات الأممالمتحدة وليست مطالب الوفد الحكومي سواء قرار مجلس الأمن أو النقاط الخمس أو أجندة بيل السويسرية أو الإطار العام الذي قدمه ولد الشيخ. وأكد ولد الشيخ أن الأممالمتحدة تعتمد المرونة في مشاورات الكويت، من أجل التوصل إلى حل سياسي وتجنيب اليمن المزيد من الخسائر، وأضاف أن العمل جار وفي شكل متواز للتوصل إلى حل سلمي شامل، مؤكداً أن القرار النهائي سيكون يمنياً – يمنياً، وأن التقدم في المشاورات يعتمد على جدّية الوفود. ميدانياً، تصاعدت الخروق الميدانية للهدنة في جبهات الجوف ومأرب والبيضاء وحجة ونهم، في حين دعت «المقاومة الشعبية» في صنعاء الوفد الحكومي المفاوض في الكويت إلى الانسحاب من المفاوضات والعودة إلى خيار الحسم العسكري. وقال الناطق باسم المقاومة في صنعاء عبدالله الشندقي في تصريحات صحافية «إن الاستمرار في المشاورات يعني منح المليشيات مزيداً من الوقت لترتيب وضعها الميداني المنهار، الأمر الذي يضاعف كلفة إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، كما أنه يؤدي إلى استنزاف الشرعية ودول التحالف العربي». إلى ذلك أفادت مصادر المقاومة والجيش في جبهة «حرض» شمال غربي محافظة حجة الحدودية، بأن ميليشيات الانقلابيين شنت هجوماً عنيفاً على مواقع الجيش والمقاومة في اللواءين «105 و25» ما أدى إلى نشوب اشتباكات عنيفة وقصف مدفعي متبادل في ظل تحليق مكثف لطيران التحالف، كما كشفت المصادر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الفريقين. وفي محافظة تعز اتهم ممثلو الحكومة في لجنة التهدئة المحلية في المحافظة جماعة الحوثيين وقوات صالح بالاستمرار في خرق الهدنة وحصار المدينة وقصف أحيائها وأريافها. وقالوا في بيان إن المتمردين «نقلوا صواريخ باليستية طويلة المدى، عبر ناقلات كبيرة من محافظة الحديدة إلى معسكر العمري بمديرية «ذباب» التي تبعد نحو 10 كلم عن مضيق باب المندب». وأضافوا: «أن المليشيا الانقلابية كثفت من قصف الأحياء السكنية في مدينة تعز بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة وكذلك قرى الوازعية وجبل حبشي وجبل صبر، ما أسفر عن سقوط 8 جرحى بينهم 4 مدنيين». جاء ذلك في وقت عزز الانقلابيون قواتهم في منافذ تعز، وقال شهود أن «عربات محملة بمسلحين وصلت إلى مفرق شرعب والضباب» غرب المدينة. وفي محافظة البيضاء أفادت المصادر بأن المتمردين واصلوا حشد مقاتليهم إلى مناطق «قيفة القبلية» وقصفوا بالمدفعية قرى المدنيين كما قصفوا مناطق «الأجردي ومثلث الجماجم» بمديرية الزاهر، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.