استمر أمس تعثر المشاورات اليمنية، التي أكملت شهرها الأول في الكويت، لليوم الخامس على التوالي على رغم الجهود الديبلوماسية التي يبذلها مبعوث الأممالمتحدة إسماعيل ولد الشيخ وسفراء الدول ال 18 لإقناع الوفد الحكومي ووفد جماعة الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي صالح بالعودة إلى طاولة الحوار واستئناف النقاش بغية التوصل إلى اتفاق سلام شامل ينهي الانقلاب ويضع حداً للحرب المستمرة منذ نحو 14 شهراً ويعيد العملية السياسية إلى دائرة التوافق الوطني. في غضون ذلك، حذر مسؤول يمني رفيع من استمرار الانهيار الاقتصادي والنقدي الحالي الذي يهدد بانهيار شامل قد لا يستطيع أحد إيقافه، مبيناً أن عمليات السحب على المكشوف من البنك المركزي اليمني أوصلت العجز إلى 1.6 تريليون ريال يمني. وعلمت «الحياة» من مصادر مطلعة أن الوفد الحكومي ما زال يرفض العودة إلى المشاورات المباشرة ويتمسك بالحصول على وثيقة خطية منهم يقرون فيها بمرجعيات الحوار المتفق عليها وهي «قرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني» إلى جانب الإقرار بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، وهو ما يرفضه وفد الحوثيين وصالح حتى الآن. وأكدت أمس مصادر حكومية مغادرة الرئيس هادي الرياض إلى الدوحة للمشاركة في اجتماعات منتدى الدوحة، وكشفت عن لقاء مرتقب سيجمعه مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للبحث في آخر تطورات المشاورات ومحاولة الضغط على الانقلابيين للجنوح نحو السلام والكف عن التسويف والمماطلة. ودعت قيادة المقاومة الشعبية في تعز الوفد الحكومي في الكويت إلى الانسحاب من المشاورات، وطالبت في بيان لها السلطات الشرعية بالقيام بواجبها في دعم المقاومة والجيش الوطني، بما يمكّن من فكّ الحصار عن تعز وتحريرها كما طالبت الأممالمتحدة ومجلس الأمن بفرض تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 بصورة عاجلة. واتهمت مصادر «المقاومة الشعبية» والجيش الوطني الموالي للحكومة مليشيا الحوثيين وقوات صالح بمواصلة انتهاك وقف إطلاق النار المعلن في العاشر من نيسان (أبريل) الماضي وخرق الهدنة في جبهات تعز ونهم ومأرب والجوف وحرض وميدي وشنّ الهجمات الصاروخية وحشد المسلحين. وقالت المصادر إن «المتمردين شنوا هجوماً مباغتاً على اللواء 105 التابع للمنطقة العسكرية الخامسة في جبهة حرض الحدودية حيث دارت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها أسلحة ثقيلة ومتوسطة في ظل تحليق كثيف لطيران التحالف العربي، كما أفاد شهود بأن المليشيا أطلقت صاروخاً بالستيا من شمال غربي صنعاء باتجاه مواقع الجيش والمقاومة في حرض وميدي. وفي جبهة نهم أفادت المقاومة بأن قواتها المشتركة مع الجيش الوطني صدّت هجوماً للحوثيين وردّت على قصفهم المدفعي والصاروخي وأجبرتهم على التراجع إلى منطقة «نقيل بن غيلان» بعد أن كبّدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، في وقت قالت مصادر ميدانية إن طيران التحالف دمر أمس تعزيزات حوثية متجهة إلى نهم. وفي محافظة تعز أفادت المصادر بأن مليشيات الحوثيين وقوات صالح واصلت قصف الأحياء السكنية وشن الهجمات في الجبهتين الغربية والشرقية لمدينة تعز، كما أكدت مقتل سبعة متمردين على الأقل في هجوم للمقاومة والجيش على نقطة حوثية في منطقة دمنة خدير في الريف الجنوبي للمدينة. وقالت مصادر محلية في محافظة البيضاء إن عدداً من مسلحي الحوثيين وقوات صالح قتلوا وأصيب آخرون في مكمن نصبه أفراد المقاومة لعربة عسكرية في منطقة حمة صرار القريبة من مدينة رداع غرب المحافظة التي تشهد تصاعداً مستمراً للمواجهات بين المقاومة والانقلابيين. إلى ذلك، وصف مسؤول، فضل عدم الكشف عن اسمه، في حديث إلى «الحياة» الوضع المالي بالحرج جداً، قائلاً «من غير الوارد أي حلول في ظروف الحرب لأنك تحتاج إلى مؤسسة موثوق بها يتعامل معها المجتمع الإقليمي والدولي من أجل تعزيز الاحتياطي النقدي، وهذا غير موجود حالياً». ونبه إلى أن أقصى مدى يمكن للاقتصاد اليمني تحمله قبيل الانهيار التام ووفق المعطيات الحالية هو أيلول (سبتمبر) المقبل، وهو انهيار لا يستطيع أحد إيقافه، وفق تعبيره.