على وقع اشتداد المواجهات بين القوات الموالية للحكومة اليمنية وبين ميليشيا جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، جدد الرئيس عبدربه منصور هادي أمس، رفضه أي مقترحات أممية للسلام لا تلتزم بمرجعيات الحوار، ووصف نتائج مشاورات الكويت التي دامت نحو شهرين مع وفد الانقلابيين ب «السراب». وعلمت «الحياة» أن هادي رفض خلال اجتماعه بالمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ في الرياض أمس، مناقشة خريطة الطريق التي اقترحها الأخير خلال مشاورات الكويت، وطالبه بالتقيد بالمرجعية الدولية. ونقل مصدر مطلع ل «الحياة» أن هادي قال للمبعوث الأممي: «لا نريد منك شيئاً سوى التقيد بالقرارات الأممية»، رابطاً العودة إلى المشاورات في الكويت بتقديم ضمانات، والاستناد إلى المرجعية الدولية، التي من أهمها قرار الأممالمتحدة 2216، الأمر الذي تقبله المبعوث الأممي ووعد بإيجاد حلول له. وأفادت المصادر الحكومية الرسمية بأن الرئيس هادي قال في اللقاء مع ولد الشيخ الذي ضم عدداً من مستشاريه: «منذ الذهاب إلى مشاورات السلام والالتزام بما يطلب من قبلنا، لم نحصد إلا سراباً من الميليشيا الانقلابية التي لا يهمها إلا وقف الغارات الجوية لكي تعتدي على الأبرياء والعزل وقتل الأسر والأطفال، كما حدث صبيحة العيد في مأرب ومواصلة حصار المدن في تعز وغيرها». وحول حضور الوفد الحكومي الجولة الثانية من المشاورات المزمع عقدها في الكويت الأسبوع المقبل، أوضح المصدر أنه من المؤكد عدم عقدها في هذا التاريخ، مشدداً على أن حضور الوفد الحكومي مرتبط بجدية ولد الشيخ والأطراف الأخرى في التقيد بالمرجعية الدولية وتطبيق القرارات ذات الصلة. وأضاف المصدر أن الرئيس اليمني سيلتقي غداً (الخميس) سفراء الدول ال18 الراعية للمفاوضات، كما ينتظر أن يتوجه ولد الشيخ إلى صنعاء للقاء الحوثيين في محاولة لتقريب وجهات النظر وفق الشروط التي وضعتها الحكومة الشرعية، على أن يعود المبعوث الأممي إلى السعودية ليلتقي هادي مجدداً، إضافة إلى لقاء آخر مع مسؤولي الأحزاب والقوى السياسية اليمنية. في هذا الوقت، طالب مسؤولو الأحزاب السياسية اليمنية الرئيس هادي بالحسم العسكري لاستعادة صنعاء، وإنهاء الانقلاب الذي فرضه الحوثيون على اليمن، مشددين على عدم الركون إلى مراوغات الميليشيات الحوثية، وتخاذل المبعوث الأممي، مؤكدين أن من الأولويات التي يجب النظر إليها دماء الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل استعادة اليمن وحفظ استقراره. ميدانياً، أفادت مصادر الجيش الوطني والمقاومة بأن قواتها وجهت في اليومين الأخيرين ضربات موجعة لميليشيا المتمردين بالتزامن مع غارات لطيران التحالف استهدفت مواقع عسكرية وتعزيزات ومخازن أسلحة ما أدى إلى مقتل أكثر من مئة مسلح وتدمير كميات ضخمة من العتاد، بخاصة في جبهة حرض شمال غرب محافظة حجة الحدودية وفي جبهة نهم شمال شرق صنعاء وفي جبهة الجوف. وكشفت المصادر أن قوات الشرعية أحكمت أمس سيطرتها على جبل «القرن» في نهم بعد معارك ضارية مع الحوثيين، كما سيطرت على مناطق واسعة في سلسلة جبال «هيلان» غرب مأرب، وأضافت أنها صدت هجمات عنيفة للمتمردين في مديريتي «المتون والمصلوب» كانت تهدف إلى استعادة جبال «حام» ومواقع أخرى خسرها الانقلابيون في الأيام الأخيرة. وأضافت المصادر أن المواجهات إضافة إلى غارات التحالف استهدفت تجمعات للمتمردين وآليات عسكرية وعربات مدرعة أدت إلى مقتل أكثر من 20 مسلحاً في جبهات محافظة الجوف، مشيرة إلى أن القوات الحكومية باتت مستعدة لتطهير قريتي «الملاحا والزغنة غرباً حيث آخر مواقع الميليشيا التي تليها مباشرة مديرية المطمة المحاذية لمديرية حرف سفيان بمحافظة عمران. كما طاولت غارات التحالف مواقع لمسلحي جماعة الحوثيين وصالح، في منطقتي «يام وحيد الذهب» في مديرية نهم شمال شرق صنعاء، وفي مديرية عبس في محافظة حجة. وفي محافظة تعز، أكدت مصادر المقاومة والجيش أن قواتها صدت أمس هجوماً شرق المدينة ومنعت الميليشيا الانقلابية من التقدم باتجاه منطقة الشقب وأجبرتها على التراجع بعد سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوفها.