المعسكرات بكل ألوانها هي ضرورة ملحّة للاستعداد للموسم، وكل الأندية في العالم تفعل ذلك وتدفع المبالغ الطائلة من اجل توفير حالات الاستعداد والتحضير للموسم الجديد، والأندية السعودية تنهج هذا الأسلوب مثلها مثل غيرها، ففريق القادسية يعسكر في ألمانيا والرائد في البرازيل والتعاون في مصر والفتح في ألمانيا والاتحاد في البرتغال والشباب في ألمانيا والنصر في ايطاليا والهلال في النمسا، وهذا لون جديد تتعدد فيه المشارب، العديد من الدول فيها الأندية السعودية تستعد للموسم القريب جداً، فالسواد الأعظم يتواجدون في أوروبا الصاخبة حيث الملاعب والفرق التي يمكن ان تلعب معها الأندية السعودية مباريات تجريبية حتى ولو كانت فرق سياحة تستفيد مادياً، والغريب ان جنسية المدرب تفرض غالباً مكان المعسكر مثل معسكر النصر والاتحاد والرائد. نقول ان المعسكرات ضرورة وتتماشى مع طرق التدريب الحديثة فلابد من تجميع اللاعبين لفترة معينة ثم تجرى الاختبارات من خلال المباريات التحضيرية لقياس مدى الاستعداد ومعرفة مكان الخلل ومحاولة تعديله. لكن هل المعسكرات من اجل السياحة ام من اجل فرض نظام تدريبي صارم يضمن الاستفادة من هذا المعسكر...؟ لكن يبدو ان جميع المعسكرات هي للسياحة وهو ما يتنافى مع قيمة المعسكر الواجب توافره لتقديم موسم عالٍ من حيث المستوى، أضف الى ذلك حالات القصور المادي التي تعاني منها الكثير من الأندية، فبحسبة بسيطة جداً، فإن المعسكرات تستنزف أموالاً طائلة، فالمعسكرات غير المدروسة هي للتنزه والسياحة، ولا ضير من ذلك، لكن وجود فريق لا يلتزم لاعبوه بالمعسكر يمكن ان يؤدي الى نتائج عكسية يدفع ثمنها الفريق عندما تحتدم المنافسة. لابد ان تكون هناك معسكرات مدروسة دراسة وافية وتحت رقابة صارمة لتنفيذ المعسكر فنياً ولياقياً، وان تكون فرص التنزه محدودة جداً على اعتبار ان اللاعب في مهمة تتطلب منه التقيد بها، أشك كثيراً في ان هذا يحدث في كل المعسكرات، والله لا يضيع جهد المجتهدين. فقد تتباين الكثير من الرؤى بين إدارات الأندية لكنها في الغالب لا تتجاوز أنها تتكبد الكثير من الخسائر المادية والنتائج بالطبع هي نتائج محدودة جداً وينعكس ذلك بوضوح عندما تبدأ المنافسات وتظهر الأندية وكأنها تبدأ من جديد مرحلة استعداد جديدة وفي واقع لا يشير إلى ان هذا الفريق او ذاك كان يتدرب لمدة قد تزيد على الشهر، فإذا كانت هذه المعسكرات بهذه الصورة يجب على الأندية ان توفر أموالها لدفع رواتب لاعبيها. [email protected]