عقد في مجمع «بيال» في بيروت مساء أمس، المؤتمر الاغترابي الدرزي الاول الذي دعت اليه لجنة الاغتراب في المجلس المذهبي الدرزي في حضور وفود من دول عدة، أبرزها وفد «لجنة التواصل المعروفية» برئاسة رئيسها الشيخ عوني خنيفس وعضوية أكثر من 30 شخصية درزية من دروز الاراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1948 وصلوا الى لبنان ليل أمس، من طريق الاردن وسورية. وجال الوفد نهاراً على رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن. وقال جنبلاط بعد اللقاء الذي عقد في كليمنصو: «بعد طول انتظار يتحقق حلم التواصل الوطني والقومي والروحي والمذهبي والتراثي. بعد عشر سنوات من العناء والجهد المشترك والتعب المشترك، لكن أخيراً تحقق الحلم»، وأضاف: «في هذه المناسبة أحيي جهودكم في لجنة التواصل، السيد سعيد نفاع وجميع المخلصين له من دون استثناء، من العرب الدروز في فلسطينالمحتلة، ومن اجل متابعة الطريق لرفض الخدمة العسكرية الاجبارية ولتأكيد التواصل الوطني والقومي والمذهبي والروحاني مع الامة ومع اشقائهم الدروز في لبنان والاردن وسورية». ووجه الشكر الى «المملكة العربية الهاشمية التي رعت آنذاك الجهود الاولى للمتابعهة ثم التواصل عام 2001، وأحيي تحية خاصة الرئيس بشار الأسد الذي مع الأردن سمح لهذا الوفد بأن يأتي من فلسطينالمحتلة الى أرض عربية من الأردن الى سورية ولبنان. وأيضاً أحيي جهود الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي كان دائماً يستقبل وفود الأرض المحتلة والجولان الصامد في سورية من أجل تأكيد التواصل والمتابعة في الخط الوطني والقومي والروحاني والعربي الواحد الذي يجمعنا». وبعد اللقاء مع الشيخ حسن، تحدث خنيفس عن اهمية الزيارة «ايماناً بالحق القائل ان الحق يؤخذ ولا يعطى»، وقال: «لقد ارغمنا على مر 62 عاما على القطيعة معكم في لبنان وسورية، وها قد كسرنا اليوم جدار العزلة الذي فرض علينا». والقى سكرتير لجنة التواصل الشيخ وفي سلامة كلمة شدد فيها على جمع شمل الفئات الوطنية. ثم تحدث شيخ عقل الطائفة عن المؤتمر معتبرا أنه «يكتسب أهمية استثنائية، فهو يشكل مناسبة جامعة للم الشمل بين أبناء طائفة الموحدين الدروز في لبنان وخارجه، بهدف التفاعل والتواصل وتوحيد الرؤيا حول القضايا الوطنية والعربية والدولية، وحول شؤون وشجون الطائفة المعروفية»، ورأى أن «هذا المؤتمر يكتسب أهمية مضاعفة من خلال مشاركة اهلنا واخواننا من فلسطينالمحتلة في أعماله، وهي سابقة من نوعها، بما يكرس حركة التواصل السياسي التي أطلقها الأستاذ وليد جنبلاط من سنوات في لقاءات عمّان وقبرص وتركيا وسواها، والتي تصب في إطار تثبيت هوية أبناء الطائفة، وهي الهوية الوطنية العربية التي ترفض الانصياع للاحتلال الإسرائيلي، وتتمسك بموقعها التاريخي والطبيعي من خلال رفض الخدمة العسكرية الإلزامية وإجراءات عديدة أخرى تريد سلطات الاحتلال فرضها بالقوة على الموحدين الدروز». ونقلت «وكالة الانباء المركزية» عن رئيس لجنة الاغتراب في المجلس المذهبي الدرزي الشيخ كميل سري أن غياب الشيخ حسن عن المؤتمر يعود ل «أسباب خاصة بأوضاع الطائفة»، مضيفاً أن «الدعوات وجهت الى كل الشخصيات السياسية الدرزية ومنها الى الوزير السابق وئام وهاب، لأن هذا المؤتمر يخص الدروز جميعاً».