نجحت القوات العراقية في الوصول إلى وسط الفلوجة، بعد انهيار دفاعات «داعش» ما يسهل تطهير الأحياء السكنية في أطرافها. وقدّر محافظ الأنبار صهيب الراوي وجود عشرة آلاف عائلة داخل المدينة. جاءت هذه التطورات، بعد تحرير الجيش معظم الأحياء الواقعة في المحور الجنوبي، مثل النعيمية والشهداء الأول والثاني، الخضراء، والرسالة والشقق السكنية، اضافة الى سد الفلوجة. وقال ضابط رفيع المستوى في اتصال مع «الحياة» إن «خطط التوغل في عمق الفلوجة عبر المحور الجنوبي تقابله عمليات مماثلة في المحور الشمالي، وتتمثل في السيطرة على شارع 60 وقد تمت، ثم بات على الوحدات المقاتلة اختراق شارع الثرثار الفاصل بين حي الجولان، وهو من أهم معاقل داعش وأخواتها، وحيّي المعلمين والوحدة والالتحام مع المحور الجنوبي وسط المدينة في حي الأندلس، كما باشرت قوات من المحور الحنوبي بالتقدم في اتجاه الحي الصناعي لفرض طوق على حي نزال». وتمكنت القوات المشتركة من اقتحام شارع 60 وحي اليرموك، إضافة الى استمرار القتال في حيي نزال، شرق المدينة، وجبيل على ضفاف الفرات غرباً وحيي الخضراء واليرموك». وأكد مصدر في قيادة العمليات أن» قوات الشرطة الاتحادية تساند جهاز مكافحة الإرهاب، وقد نجحت في الوصول إلى عمق الفلوجة بعد تفجير 15 عربة مفخخة حاولت عرقلة التقدم»، وأشار إلى أن «داعش الإرهابي يفقد توازنه، بعد تكبيده خسائر فادحة في الأرواح والمعدات خلال تقدم القوات الأمنية». وأفاد قائد «فرقة الرد السريع» اللواء ثامر الحسيني بأن «عملية التحرير متواصلة وتجاوزت خطوط صد التنظيم الإجرامي في تلك المناطق»، وأوضح: «خلال عمليات المرحلة الأولى التي مهدت لاختراق المركز تم تحرير 12 كيلومتراً مربعاً. وقتل عشرات الإرهابيين، اضافة الى تفكيك 18 عربة مفخخة». وتابع أن «جهاز مكافحة الإرهاب ألقى القبض على 27 عنصراً من العصابات الإرهابية غالبيتهم من جنسيات عربية وأجنبية، كانوا يختبئون في إحدى الغرف السرية تحت الأرض في منطقة حي نزال، شرق المدينة». وأكد مصدر في «قوات المغاوير» أنها «تمكنت من تفكيك منزل مفخخ وتدمير مقر للتنظيم فضلاً، عن تفجير عربة مفخخة وتفكيك خمس عبوات ناسفة وإغراق كل الأنفاق التي تم العثور عليها، إضافة إلى قتل ما يسمى آمر قاطع الحمزة، الإرهابي أبو الصديق، شمال شرقي الكرمة». وقدر الراوي، وجود «أكثر من ألف مقاتل من داعش الإرهابي، و10 آلاف أسرة من المدنيين داخل الفلوجة»، مشيراً إلى أن «المعركة ليست سهلة، لأن التنظيم احتل المدينة منذ أكثر من سنتين ونصف السنة، وتمكن من إنشاء الكثير من التحصينات الدفاعية إضافة الى حفر الأنفاق». وأوضح قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت أمس أن «وحدات الشرطة الاتحادية وحدها حررت 25 في المئة من مركز الفلوجة وتمكنت من تطهير مناطق الخضراء والرسالة وجبيل والسد والشقق السكنية والشهداء الثاني وشارع 60 ومحطة الصرف الصحي ومعمل الغاز والجسر الثاني في الجنوب، وتمكنت أيضاً من قتل 194 داعشياً و38 قناصاً أجنبياً، ودمرت 47 هدفاً معادياً و26 عربة ملغمة وفجرت 270 عبوة ناسفة و13 منزلاً مفخخاً و16 منظومة مقاومة للطائرات». في بلدة هيت، استمرت مدفعية الفرقة السابعة في قصف معاقل «داعش» في منطقة الحوالب، ما أسفر عن قتل 12 إرهابياً وتدمير آلياتهم ومعداتهم، على ما أكد مصدر في قوات المغاوير. وفي صلاح الدين كشف القيادي في «الحشد الشعبي» جبار المعموري أن تنظيم «داعش منع أي عائلة من مغادرة المدن التي يسيطر عليها، بخاصة في قضاء الشرقاط، شمال تكريت، والسماح فقط للعائلات التي تخص قادته في محاولة لتهريبهم إلى مدينة الموصل». وأكد «حالة انهيار كبيرة في صفوف التنظيم في الشرقاط». وفي محافظة ديالى أفاد مصدر أمني محلي بأن» الاشتباكات اندلعت بين قوات الجيش وخلايا مسلحة مرتبطة بداعش الإرهابي في بساتين قرية المخيسة، شمال شرقي بعقوبة، اسفرت عن قتل ارهابي يدعى بغدادي الوقف، مع احد مرافقيه إضافة الى انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً».