اتهم قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال رايموند أوديرنو أمس، ايران بمواصلة دعمها ميليشيات شيعية تستهدف قواته وتزعزع الأمن، وأكد في الوقت ذاته التزام واشنطن تنفيذ خطة الانسحاب الأميركي القاضية بخفض عديد القوات إلى 50 ألف جندي في حلول الأول من أيلول (سبتمبر) المقبل، حتى في حال لم تُشكل الحكومة العراقية الجديدة. وقال أوديرنو في لقاء أمس مع عدد من وسائل الاعلام بينها «الحياة» في بغداد إن «الولاياتالمتحدة ستلتزم الخطة الأميركية الموضوعة لسحب القوات من العراق». وأشار الى أن «عملية تقليص عديد القوات الى 50 ألف عسكري في حلول الأول من أيلول (سبتمبر) المقبل ستتم في موعدها من دون أي تأجيل حتى إذا لم تُشكل الحكومة العراقية الجديدة». وفي مجمل شرحه لما نُفذ بموجب الاتفاق الأمني الموقع بين بغداد وواشنطن، قال إن «القوات الأميركية أغلقت 373 قاعدة عسكرية من أصل 505 منذ كانون الثاني (يناير) عام 2008، وسنغلق أو نسلم 34 قاعدة قبل الأول من أيلول (سبتمبر) المقبل». وأشار الى أنه «في الأول من أيلول (سبتمبر) المقبل سيكون عديد القوات الاميركية 50 ألفاً، على أن تبقى هذه القوات من دون سحب أي عنصر منها حتى آذار (مارس) العام المقبل، ويجري تقويم مشترك مع الحكومة العراقية الجديدة لتحديد آليات وعديد عمليات الانسحاب المقبلة ليكون انسحابنا شاملاً أواخر عام 2011». يذكر أن بغداد وواشنطن وقعتا اتفاقاً أمنياً أواخر عام 2008 ينص على انسحاب القوات الأميركية المنتشرة في العراق على مرحلتين: الأولى الانسحاب من المدن إلى خارجها في حزيران (يونيو) عام (2009)، والثانية انسحابها في شكل كامل من البلاد أواخر عام 2011، لكن الرئيس الأميركي باراك اوباما تعهد مطلع عام 2009 سحب القوات القتالية في حلول أيلول (سبتمبر) المقبل. وأعرب أوديرنو عن ثقته في قدرات قوات الأمن العراقية في حفظ الأمن والاستقرار عند تنفيذ عملية خفض القوات. وقال إن «هذه القوات أثبتت حياديتها وقدرتها على فرض الأمن والاستقرار منذ اجراء الانتخابات في آذار (مارس) الماضي حتى الآن». ودعا الجنرال الأميركي «السياسيين العراقيين الفائزين في الانتخابات الى ضرورة إجراء حوارات شاملة من أجل تشكيل الحكومة الجديدة»، لافتاً الى أن «أفضل شكل للحكومة هو أن تكون ممثلة لكل أطياف الشعب العراقي والكتل الفائزة في الانتخابات». وفشلت القوى السياسية الأربع الفائزة في الانتخابات التي أُجريت قبل أكثر من ثلاثة شهور في تشكيل الحكومة الجديدة، على خلفية التنافس بين زعيمي ائتلاف «دولة القانون» رئيس الوزراء نوري المالكي وائتلاف «العراقية» اياد علاوي على رئاسة الحكومة الجديدة، فيما تجري حالياً حوارات بين الطرفين لحل الأزمة السياسية. وعن تقويمه الوضع الأمني في العراق، قال إن «هناك نسبة كبيرة من الأمن والاستقرار تنعم فيه المدن العراقية لا تمكن مقارنتها بما كان عليه الوضع قبل سنتين»، لكنه أشار الى أن «الهجمات المسلحة ما زالت مستمرة من تنظيم القاعدة وتستهدف القوات الأميركية والأهالي العزّل». وقال إن «الانجاز الذي تحقق يتمثل في نجاحنا مع القوات العراقية بفصل جناح تنظيم القاعدة في العراق عن القاعدة في أفغانستان، وهو ما عمل على تقليص التمويل المالي للخلايا المتبقية للتنظيم في العراق، ولا سيما بعد تمكننا من قتل 36 قائداً كبيراً فيه، ما عمل على تشتيته في شكل كامل». ولفت اوديرنو إلى أن حادث اقتحام انتحاريين البنك المركزي «مثير للاستغراب»، لكنه ينم عن يأس التنظيم وسعيه من خلال ذلك إلى جلب الانتباه لا أكثر، ما لا يعكس قدراتهم الهجومية على اقتحام الاماكن المحصنة أمنياً، كما يريدون أن يتصور الجميع. ورداً على سؤال ل «الحياة» عن الدور الايراني الآن، أكد اوديرنو أن «ايران ما زالت تمول ميليشيات لضرب القوات الأميركية، وأبرزها كتائب حزب الله وعصائب اهل الحق». وأضاف أن «استمرار الدعم الايراني يهدف الى خلق نفوذ سياسي لها داخل العراق من خلال ابقائه في حالة فوضى أمنية»، لكنه قال إن «هذا الدعم انخفض من مستوياته في السابق». وفي شأن القصف التركي والايراني على الحدود المشتركة في اقليم كردستان شمال العراق، أكد اوديرنو أن «هناك تنسيقاً كاملاً مع الأتراك في شأن الوضع الامني في الحدود المشتركة لمواجهة خطر حزب العمال الكردستاني الارهابي، وهناك لجنة عراقية - أميركية - تركية تقع على عاتقها متابعة هذه القضية». ورداً على سؤال عن أسباب بقاء العراق في الفصل السابع للأمم المتحدة على رغم التعهدات الأميركية للقادة العراقيين بالعمل على انهاء ذلك، قال إن «الولاياتالمتحدة ملتزمة دعم العراق سياسياً وديبلوماسياً لتخليصه من القرارات الاممية. لكن العملية صعبة ومرتبطة بعدد من الدول بينها الكويت التي تطالب بضرورة التزام العراق تسديد تعويضاته بموجب قرارات الاممالمتحدة».