نعى لبنان امس بقياداته السياسية ومرجعياته الروحية الاسلامية المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله، وقال رئيس المجلس النيابي نبيه بري في نعيه: «ننعى الى الامتين العربية والاسلامية والى اللبنانيين بعامة والمسلمين بخاصة والى الانسانية جمعاء والى ابناء جبل عامل الاشم، رحيل واحد من ابرز اركان المرجعية الاسلامية الرشيدة، سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله والذي بفقدانه تفتقد الامة داعية من طلائع الدعاة الى الوحدة الاسلامية، وصوتاً مدوياً من اجل نصرة قضايا الحق والعدالة ومقاومة الظلم والعدوان، ودعامة من ابرز دعائم قيام لبنان نموذجاً للتعايش بين الحضارات والاديان، وظهيراً للمقاومة ظل حتى الرمق الاخير، فعهدنا بكل المؤمنين على مساحة عالمنا العربي والاسلامي ان يحفظوا للراحل الكبير سلوكه الايماني والاخلاقي والسياسي الذي تركه فينا ذرية وفكراً وعلماً وثقافة ومؤسسات». وقال رئيس الحكومة سعد الحريري في نعيه: «يخسر لبنان بغياب العلامة فضل الله مرجعية وطنية وروحية كبرى، اسهمت اسهاماً فعالاً في ترسيخ قيم الحق والعدل لمقاومة الظلم، وأضافت الى الفكر الاسلامي صفحات مميزة ستتوارثها الاجيال جيلاً بعد جيل». وأضاف: «عرف اللبنانيون والمسلمون في غير مكان من العالم عن الفقيد الكبير قوة في المنطق وجرأة في الموقف، وصلابة في الالتزام، وشكل في كل المراحل والظروف صوتاً للاعتدال وداعية لوحدة اللبنانيين خصوصاً والمسلمين عموماً، يرفض الفتنة ويطلق الفتاوى لتحريمها، ويتخذ من الحوار سبيلاً لإعلاء شأن العقل في معالجة القضايا الخلافية». ونعى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ودار الفتوى فضل الله ، وقال قباني: «فقد لبنان والعالم العربي والإسلامي بوفاة العلامة السيد محمد حسين فضل الله علماً وعالماً كبيراً من فقهاء المسلمين له مكانته ودوره في خدمة الإسلام، وكان مثال العالم الفقيه وصاحب الأدب الرفيع في أخلاقيات الإيمان والإسلام، وأسهم بنجاح في الكثير من الطروحات المعاصرة على صعيد الخطاب الديني، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد السيد فضل الله بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وان يجعل في أبنائه وأسرته ومريديه خير خلف لخير سلف». ونعى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في بيان إلى «المسلمين عموماً واللبنانيين خصوصاً وفاة السيد فضل الله عن عمر ناهز 75 سنة قضى معظمه في خدمة الدين الحنيف، فكان رائداً من رواد الحركة الإسلامية التي تخرج منها رواد وقادة في عالمنا العربي والإسلامي، وبرحيله تفتقد الأمة الإسلامية رمزاً من الرموز العاملين على التقريب بين المذاهب من خلال الحوار البناء الذي يؤدي إلى تحصين الوحدة الإسلامية. وتفتقد الأمة الإسلامية برحيله رجلاً من رجالات المقاومة والممانعة الذين أثمرت جهودهم في ترسيخ ثقافة الجهاد والنضال التي حققت عزة وكرامة هذه الأمة في مواجهة المشروع الصهيوني». ورأى المجلس أن «العالم الإسلامي خسر برحيل آية الله السيد فضل الله عالماً فذاً ومؤلفاً موسوعياً وباحثاً ترك آثاراً علمية كبيرة اشتملت عناوينها على مختلف ميادين المعرفة والعلوم والفنون ما أغنى مكتبتنا العربية والإسلامية بجملة من المؤلفات والأبحاث القيمة التي احتلت موقعاً مميزاً في عالم الفكر والبحث العلمي وحفظ مكانة الأمة ودورها في العالم». واعتبر أن «المسلمين افتقدوا برحيل السيد فضل الله رجل الانفتاح وصاحب الصدر الرحب والهمة العالية، العامل على نشر تعاليم الإسلام وبناء المؤسسات الدينية والرعائية والصحية الهادفة إلى خدمة الإنسان». وأعرب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن تعازيه بوفاة فضل الله. وحيا مواقف الراحل الوطنية «كونه واحداً من أبرز أركان المرجعية الدينية الشيعية، كما كان من أبرز دعاة أن يكون لبنان نموذجاً للتعايش بين الحضارات». وكذلك نعى الراحل العديد من الشخصيات والأحزاب والجمعيات.