إطلاق 25 كائنًا فطريًا في محمية الإمام تركي بن عبدالله    تحت رعاية سمو ولي العهد.. مؤتمر«القدرات البشرية» يبحث دور الأفراد في ابتكار حلول مستدامة    استعرض المنجزات في مؤتمر المرصد الوطني.. نائب وزير الموارد: تمكين المرأة السعودية من صميم مستهدفات رؤية 2030    وزير الطاقة ونظيره الأمريكي يبحثان فرص التعاون    لتهجير الفلسطينيين وضغطًا على حماس لإطلاق الأسرى.. الاحتلال يضم رفح للمنطقة العازلة ويستخدم المياه سلاحا للإبادة    السعودية ترحب باستضافة عمان المحادثات الإيرانية- الأمريكية    إيران وأمريكا تختتمان جولة محادثات على طاولة النووي    في ختام الجولة 27 من روشن.. رونالدو يقود النصر لريمونتادا مثيرة أمام الرياض    حقق لقبه الدولي السادس خلال 2025.. آل نصفان يتوج بلقب البطولة العربية للاسكواش    ممتاز الطائرة : الهلال يكسب ضمك .. والخليج يتغلب على الاتحاد    بعد التجديد لصلاح.. ليفربول للاقتراب أكثر من لقب تاريخي    مهلة تصحيحية 90 يوماً لمخالفات توزيع الغاز للمساكن    إيقاف البرامج وإلغاء الترخيص عند المخالفة.."التعليم الإلكتروني": الشهادات الإلكترونية تعادل شهادات التعليم الحضوري    896 حالة ضبط لممنوعات بالمنافذ الجمركية في أسبوع    المملكة تحقق الجائزة الكبرى في معرض جنيف الدولي للاختراعات 2025    موسم الدرعية يودع زواره بعد تجارب في الفنون والتراث    الصحة تعزز الوعي المجتمعي بأكبر فعالية للمشي    "الصحة" تدعو للمشاركة في أكبر فعالية مشي تُقام بمختلف مناطق المملكة    تنافس نصراوي - اتحادي على مدافع الأرسنال    أخضر السيدات يختتم معسكر الدمام    المملكة وتحديات المنطقة العربية    تأييد دولي لجهود المملكة في التحضير لمؤتمر لتسوية القضية الفلسطينية    وزير الخارجية: المملكة ترفض كل أشكال تهجير الشعب الفلسطيني    الفرق بين التاجر الوطني ونقيضه    توطين 25 كائنًا فطريًا مهددة بالانقراض في محمية الإمام تركي بن عبدالله    تراثية المذنب    "دور العيسى".. منارات تراثية تُضاء من جديد    ديوانية القلم الذهبي تناقش مكانة الأدب وتأثيره    الاقتصاد الصيني بين انفجار فقاعة سوق العقارات.. ورسوم الواردات الأميركية    أسعار الأراضي في الرياض.. قراءة في الأسباب    دحول الصمان ورسائل الزمن    موسم الهلال مع جيسوس في خطر    فريق النهضة للكاراتيه تحت 12 عامًا يتأهل للدوري الممتاز    أدوية القلق تغير سلوكيات السلمون    Meta متهمة باستغلال المراهقين    في محبة خالد الفيصل الصالات تشرح مجالس الرجال    فيضان البيانات وفقر الخيال    في ظلال مطاع صفدي والفلسفة الأخيرة    إطلاق 2270 كائنا في 33 محمية ومتنزها    مبادرات إنسانية تصنع الفرح وتسعد القلوب    قرنية أمريكي تعيد النظر لسعودي وسورية    نغيث حتى الفكر    أمير تبوك يستقبل مستشار السلامة المرورية    3 حيل لغسل الأموال في سوق العقار    إمام المسجد النبوي: تذكُّر الآخرة يُثبّت المرء على الطاعة    الزواج الآمن    الشاهد الكاذب    ضبط إثيوبي في جازان لترويجه (8) كجم "حشيش"    أمير تبوك يعزي أبناء جارالله القحطاني في وفاة والدهم    طريف الأدنى في درجات الحرارة    "الحياة الفطرية" تؤكد: جراء الذئاب الرهيبة المعلن عن ولادتها مجرد ذئاب رمادية معدلة وراثيًا    "المنافذ الجمركية" تسجّل أكثر من 890 حالة ضبط خلال أسبوع    فريق صُنّاع التميز التطوعي ينفذ مبادرة "عساكم من عوّادة" بالتعاون مع جمعية الإعاقة السمعية في جازان    محافظ الطوال يعزي أسرة المرحوم الشيخ عبدالرحمن بن حسين النجمي    ولادة ظبي رملي بمحمية الأمير محمد بن سلمان    الحسد    سطوة المترهلين في الإدارة    النقل الإسعافي يستقبل 5 آلاف بلاغ بالمدينة المنورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فلسطينيو العراق «يقاومون» المعاناة في انتظار إغلاق مخيم «الهول» نهاية السنة

«أنا طفلة مجهولة الإقامة، كُتب اسمي على بطاقة ليست هويتي، أرجوك ساعدني». بهذه الكلمات عرّفت يافا ابنة ال14 سنةً عن نفسها للمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيرس الذي زار سورية الاسبوع الماضي ضمن فعاليات احياء «يوم اللاجئ العالمي». حالة الفتاة يافا كحالة الجميع في مخيم «الهول» في محافظة الحسكة شمال شرق سورية الذين يعيشون في بيئة صحراوية جافة منذ بضع سنوات. في البداية سكن اللاجئون في الخيم إلى أن تم التعاون بين «المفوضية السامية لشؤون اللاجئين» ومنظمات العمل الأهلي الفلسطيني لبناء ما يشبه البيوت داخل الخيم من «البلوك» الحجري مسقوفة بألواح من المعدن والخشب، وأقيمت في شكل متوازٍ يفصل بينها شارع لا يخلو من العقارب والأفاعي والحشرات.
يضم «الهول» الذي يبعد 700 كيلو متراً عن دمشق، أكثر من 500 لاجئ فلسطيني هُجروا من العراق بعد غزو بغداد في عام 2003. ويعيش هؤلاء برعاية «المفوضية السامية لشؤون اللاجئين» التي تقدم لهم المساعدات المادية والغذائية. كما يسمح للاجئين بالتنقل داخل سورية والحصول على الرعاية الطبية والتعليمية الأساسية. لكن، بحسب أحد المسؤولين في «المفوضية» فإنه ليست هناك «إمكانية للاندماج المحلي، حيث يطلب من اللاجئين الإقامة داخل المخيم». كما يعمل معظم سكان المخيم، بمن فيهم حملة الشهادات الجامعية، في اعمال الزراعة وتربية الحيوانات وبعض الأعمال الحرة في قرية الهول ومحافظة الحسكة.
وتقول المفوضية إن «بعض فلسطينيي العراق تمكنوا من دخول سورية بجوازات سفر مزورة وان غالبيتهم تعيش في العاصمة دمشق بعيداً من الأنظار». ويضم «الهول» مركزاً صحياً وآخر للرعاية الاجتماعية. كما تم إنشاء روضة أطفال لمن هم في سن ثلاث إلى ست سنوات، تضم حالياً بين 45 و50 طفلاً. وقررت الحكومة السورية قبول كل أبناء المخيم في المدارس العامة في الحسكة.
ولدى السؤال عن طبيعة الحياة في المخيم، اجاب أبو خالد (40 سنة): «نعيش في محمية، كأننا كائنات نادرة يخافون عليها من الانقراض فيقدمون لها المأكل والمأوى وكل ما يبقيها حية في مكان لا حياة فيه»، فيما تعتبر عفاف (30 سنةً) وهي أم لأربعة أطفال «المخيم نعمة من الله، أشكر الله أنه وفر لنا مكاناً آمناً ننام فيه قياساً الى الوضع المأسوي في العراق». يذكر أنه تم تزويد المخيم بمياه الشرب من بضعة خزانات، لكن الأهالي يقولون إنها «كلسيّة وغير نظيفة وسببت الأمراض لهم».
وخلال الجولة التي قام بها غوتيرس ورافقته «الحياة» فيها، استمع المفوض الدولي من «رابطة فلسطينيي العراق» التي تشرف على المخيم إلى شرح مطوّل عن معاناة ساكنيه وأوضاعهم المعيشية والظروف الصعبة المحيطة بهم. وقال غوتيرس إنه بدأ بفاعليات «يوم اللاجئ العالمي» من مخيم الهول لسببين: «الأول، أن سورية بلد كريم مع اللاجئين. الثاني، أن الفلسطينيين الموجودين في المخيم عانوا من اللجوء مرتين لذلك هم حالة خاصة تحتاج إلى الكثير من العناية». وأضاف إن الحلول هي «دائماً سياسية. ومن سوء حظي أني لا أملك أي حل سياسي».
ووعد بإعادة نقلهم إلى بلد ثالث وإغلاق المخيم نهائياً في نهاية العام الحالي.
يذكر أنه تمت إعادة نقل 1308 لاجئين من مخيم «الهول» إلى العديد من البلدان الأوروبية، واستقبلت السويد 520 لاجئاً بين عامي 2008 و2010 بحسب إحصاءات المفوضية. وتستقبل سورية نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني يتمتعون بمستويات معيشية جيدة. لكن دمشق تتمسك بحق العودة لجميع اللاجئين الى وطنهم، وتحمل اميركا مسؤولية معاناة فلسطينيي العراق، مع المطالبة بالضغط على اسرائيل لقبولهم في ارضهم.
وتختلف تفاصيل قصة كل لاجئ عن الآخر، لكن لمهجري «الهول» حكاية واحدة يتوازى عمرها مع عمر نكبة فلسطين في عام 1948. عنوانها البحث عن هوية ووطن. يقول أبو محمد (34 سنةً) وهو أب لثلاثة أطفال: «منذ ولادتي، أبحث عن وطن أنتمي إليه وعن هوية افتخر بحملها فلم أجد في جعبتي سوى صفة لاجئ أورثتها لأولادي». واختصر الكثير من الأسئلة التي كان يهم الصحافيون بطرحها، ليقول: «صحتي جيدة والحمدالله ولست في حاجة إلى معيل. انني في حاجة إلى هوية ووطن. أعيدوني إلى فلسطين، لكم جزيل الشكر». حلم كبير، رماه ابو محمد في صمت الصحراء.
ولم تقتصر جولة غوتيراس على فلسطينيي العراق، بل جال ايضاً على العراقيين انفسهم. حيث التف الأهالي حوله في كل مكان زاره ليشرحوا همومهم ومشاكلهم وأحلامهم. ووعد بإعادة توطين مئة ألف لاجئ في بلد ثالث، سيأتون من جميع اماكن وجود العراقيين في الشرق الاوسط. وعلى عكس حال فلسطينيي العراق داخل المخيم، يعاني العراقيون في مدينتي الحسكة والقامشلي (شمال شرق سورية) من تفاوت حاد في ظروف المعيشة ومن نقص المعونات حيث يضطر بعضهم إلى بيع جزء من المساعدات الغذائية التي تقدمها «المفوضية» لشراء الخبز والخضار والدواء لأطفاله، فيما يتوسل آخرون المساعدة المالية لدفع أجرة منزله. غير أنهم في نهاية الأمر، يسكنون في منازل «صالحة للاستخدام البشري»، كما قال احدهم.
وتشير إحصاءات «مفوضية اللاجئين» التي تدير في سورية «أكبر عملياتها وأكثرها تعقيداً في العالم» بحسب قول مسؤوليها، إلى أن عدد العراقيين المسجلين لديها وصل إلى 165 ألفاً في حين تقدرهم مصادر حكومية سورية بأكثر من مليون. ونوه مسؤولون اميركيون ودوليون واوروبيون ب «كرم سورية شعباً وحكومة في الاستمرار باستضافة العراقيين وعدم الضغط عليهم للعودة». وتفيد الإحصاءات أن 13 ألف أسرة تتلقى مساعدات مالية، في حين تستفيد 130 ألف عائلة من المساعدات الغذائية. يشكو البعض سوء جودتها، في حين يتحدث بعض آخر عن نقص في الكميات الغذائية المقدمة لهم شهرياً ومن تأخير توزيع هذه الحصص عن مواعيدها.
وأوضح أحد المسؤولين أن المفوضية تمنح المساعدات المادية البالغة 180 دولارا شهرياً ل «الأسر التي فقدت معيلها. أما في الحالات الفردية فتقوم بمنح مئة دولار شهرياً لكبار السن والأطفال»،


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.