واشنطن - أ ف ب - عقد الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الروسي ديمتري ميدفيديف اول من أمس، قمة في البيت الابيض سعيا خلالها الى تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية وسط تحسن الوضع بين البلدين. ودعا أوباما مازحاً الى قطع خطوط الطوارئ الساخنة التي خلفتها الحرب الباردة، وأشاد بنظيره الروسي ووصفه بأنه «شريك صلب يمكن الاعتماد عليه» مضيفاً: «نحن نستمع الى بعضنا بعضاً ونتحدث بصراحة... وحققنا تقدماً كبيراً وتوصلنا الى نتائج ملموسة». وسعى الزعيمان بعد توقيع معاهدة خفض الاسلحة النووية في نيسان (ابريل) الماضي، الى تعزيز العلاقات الاقتصادية، وأعلنا عن اتفاق لاستئناف صادرات الدواجن الاميركية الى روسيا بعد خلاف بينهما في شأن معايير الصحة والسلامة. ودفع الاتفاق بأوباما الى الطلب من المفاوضين الاميركيين، تسريع الحوار مع روسيا في شأن رغبتها في الانضمام الى منظمة التجارة العالمية. وأعلن اوباما، الذي يسعى الى خلق وظائف جديدة للاميركيين، ان روسيا ستشتري 50 طائرة «بوينغ» بأربعة بلايين دولار، ما سيؤمّن 44 الف وظيفة للأميركيين، في اطار مجموعة واسعة من الاتفاقات التجارية والاستثمارية الكبيرة. وأكد ميدفيديف ان العمل الذي قام به وأوباما جعل العالم «أكثر اماناً». وبعد وصوله الى واشنطن من «وادي السليكون»، قال ان الوقت حان للانتقال من التعاون الجيوسياسي الى التعاون الاقتصادي. وأضاف: «نحن مستعدون لذلك، وشركاؤنا الاميركيون أيضاً». يذكر ان منظمي الزيارة خططوا بدقة للصورة التي ستبدو فيها، بحيث توحي بأن العلاقات تسير على نحو جيد على المستويين الشخصي والديبلوماسي. واشار اوباما الى ان الولاياتالمتحدةوروسيا عملتا معاً لتعزيز جهود نزع الاسلحة وفتح طرق جديدة لنقل الامدادات الى افغانستان وفرض عقوبات دولية جديدة على ايران. ويذكر ان الرئيسين تناولا طعام الغداء في مطعم للوجبات السريعة، هو المفضل لدى أوباما. اما المؤشر الوحيد على الخلاف في القمة فكان اعتراف اوباما بأن الجانبين ليسا متفقين على كل شيء. وقال: «لا يزال بلدانا مختلفين على عدد من القضايا من بينها جورجيا، وقد ناقشنا هذه الخلافات بصراحة... لكن نجحنا في اعادة تشكيل علاقاتنا، ما يفيد الأمن الاقليمي والعالمي». وكان ميدفيديف استهل زيارته الرسمية الى الولاياتالمتحدة بزيارة منطقة «وادي السيليكون» (سيليكون فالي) في كاليفورنيا (غرب) حيث جال في مقر موقع «تويتر» واغتنم الفرصة لاطلاق مدونة باسم الكرملين. وكانت اول رسالة بعث بها على «تويتر» باللغة الروسية وتقول: «مرحبا بكم جميعاً، انا الآن على تويتر». وزار كذلك مكاتب شركة «ابل» للتكنولوجيا وحصل على التزام من شركة «سيسكو» العملاقة المتخصصة بتصنيع الاجهزة الخاصة بتكنولوجيا نقل المعلومات وتقنية الانترنت، باستثمار بليون دولار في روسيا. وتحدث عن مشروع يعتبره اولوية وهو انشاء مركز للابتكار في ضاحية سكولكوفو قرب موسكو، يتوقع ان تتحول الى «وادي السليكون» الروسي. وفي ختام زيارته الى الولاياتالمتحدة سيشارك ميدفيديف في قمة مجموعة الثماني وقمة مجموعة العشرين في كندا خلال عطلة نهاية الاسبوع. الى ذلك أشار رئيس الوفد الروسي في المفاوضات حول منظمة التجارة ماكسيم ميدفيدكوف، الى ان روسيا تعمل على تسوية المسائل العالقة مع دول اخرى في المنظمة وتأمل في الانضمام اليها في 2011.