اعلن الجيش اليمني أمس استعادة السيطرة على الوضع في مقر للجيش في عدن تعرض لهجوم من تنظيم «القاعدة» واسفر عن سقوط 20 قتيلاً، بينهم 11 مهاجماً، بحسب حصيلة نهائية. وقال مسؤول عسكري في ختام الهجوم الذي استمر لساعات ضد مقر المنطقة العسكرية الرابعة في حي التواهي في عدن، «»استعدنا السيطرة على الوضع». وبحسب المسؤول، قُتل عشرة مهاجمين اثناء تبادل اطلاق النار مع الجنود اضافة الى انتحاري فجر نفسه بسيارة مفخخة عند مدخل المقر. وفقد الجيش ستة جنود وجرح 14 بينهم ضباط بينما قضى ثلاثة مدنيين بينهم طفل في السابعة من العمر بالرصاص الطائش. ويُعتبر الهجوم الجديد للتنظيم تتمة لضرباته النوعية ضد المواقع العسكرية والأمنية الأكثر حساسية، وقد يكون الهدف تحرير اربعة من عناصر التنظيم، بينهم سعوديان تم احتجازهم الاثنين. وقالت مصادر عسكرية وأمنية ل»الحياة»: «إن مسلحين من التنظيم، يُقدر عددهم ب15 هاجموا صباح أمس المقر في حي التواهي وفجروا السيارة المفخخة التي كان يقودها انتحاري»، وأطلقوا وابلاً من القذائف على المقر بهدف احتلاله والسيطرة عليه. وقالت وكالة «فرانس برس» ان الهجوم استهدف جبهتين، موضحة ان «مجموعة من المسلحين هاجمت المبنى من الشمال حيث تمكن عدد من العناصر من التسلل عبر تسلق سور الباحة بينما فجر آخرون سيارة مفخخة عند مدخل المكاتب الواقع غربا». وأكدت المصادر «أن قوات الجيش أغلقت المنطقة واستقدمت وحدات أمنية خاصة لتحرير المبنى»، وقالت «إن القوات لجأت إلى قصف المباني الموجودة داخل المقر بالدبابات وسط مخاوف من احتجاز المسلحين لعدد من العسكريين العزل الذين كانوا موجودين لحظة الهجوم على المبنى». وتحدثت عن «أن سماع دوي إطلاق النار استمر إلى ما بعد الثالثة عصراً بتوقيت عدن»، ولاحظت «أن الهجوم يحاكي السيناريو الذي اتبعه القاعدة عندما اقتحم مسلحوه مقر المنطقة العسكرية الثانية في المكلا آخر أيلول (سبتمبر) الماضي، وتحصنوا بداخله لأكثر من ثلاثة أيام بعدما قتلوا أكثر من 30 عسكرياً». وفي ظل تضارب المعلومات في شأن تفاصيل الهجوم وردود فعل السلطات هونت المصادر الرسمية من آثاره، وقالت وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) «إن حراسة مقر المنطقة العسكرية في عدن أحبطت هجوماً انتحارياً نفذته مجاميع إرهابية من تنظيم القاعدة بتفجير سيارة مفخخة في البوابة الرئيسية لمقر المنطقة». ونقلت الوكالة عن مصدر أمني قوله «إن الهجوم الجبان الذي تم إحباطه وتتم حالياً ملاحقة بعض العناصر التي فرت عقب الحادث». وينشط التنظيم في جنوب اليمن وشرقه وأخذ أخيراً يوسع أنشطته إلى مناطق غرب البلاد مع استمرار شنه هجمات نوعية هي الأكثر جرأة على الأهداف الأكثر تحصيناً، كان آخرها مهاجمته مقر وزارة الدفاع في صنعاء في الخامس من كانون الأول (ديسمبر) الماضي، واقتحامه السجن المركزي في العاصمة في 13شباط (فبراير) لتهريب 29 سجيناً غالبيتهم من أنصاره. وكانت الأجهزة الأمنية كشفت أنها أوقفت أربعة من عناصر التنظيم الاثنين في نقطة أمنية قبل أن تصد هجوماً لتحريرهم أسفر عن مقتل أربعة بينهم جنديان، وقالت إن اثنين من الموقوفين يمنيان فيما يحمل الآخران الجنسية السعودية، ويدعى الأول محمد صامل ماجد العتيبي (30 عاما) وهو من أهالي منطقة الرياض ويكنى ب»أبو غالب» بينما يدعى الآخر صالح محمد صالح العسيري (31عاما) وهو من أهالي منطقة أبها وكنيته «أبو صارم».