أطاحت حرب افغانستان بقائد القوات الأميركية والحليفة الجنرال ستانلي ماكريستال، أحد أهم القيادات العسكرية في الولاياتالمتحدة، لكن الرئيس باراك أوباما الذي اتخذ قرار إقالته بعد تصريحات مستفزة انتقد فيها اركان الإدارة المعنيين بالملف الافغاني، عين بدلاً منه «عراب» الاستراتيجية التي كان ماكريستال يطبقها، الجنرال ديفيد بترايوس، صاحب نظرية «الصحوات» في العراق، والذي كان يشغل حتى الآن قائد القيادة المركزية الاميركية. ويتوقع ان يلقى هذا التغيير، رغم انه يأتي في لحظة مفصلية في حرب افغانستان، حيث تستعد قوات حلف شمال الاطلسي لشن هجوم على حركة «طالبان» في منطقة قندهار وتحضر للانسحاب الجزئي في 2011، ارتياحاً في اوساط الجيش والادارة الاميركية ولدى القيادة الافغانية ايضاً كونه يتمتع بخبرة عالية كسبها في حرب العراق حيث نجح في اخراج تنظيم «القاعدة» من المناطق السنية بعدما اقنع قادة العشائر بالتخلي عن دعمه والمشاركة في العملية السياسية. وبالفعل سارع الرئيس الافغاني حميد كارزاي الذي كان ابدى تعاطفه مع ماكريستال الى القول انه «كان يأمل في نتيجة اخرى لكنه يحترم قرار أوباما ويتطلع الى العمل مع من سيحل مكانه». وفي بيان مقتضب تلاه في حديقة البيت الابيض والى جانبه باتريوس وغيتس ونائب الرئيس جوزيف بايدن ومولن اعلن اوباما «قبوله بكل أسف استقالة ماكريستال، لكن هذا هو القرار الأنسب للأمن القومي الأميركي ولمستقبل المهمة الأميركية في افغانستان». واضاف انه لم يقل الجنرال بسبب الاهانات الشخصية التي وجهها بل لأن تصريحاته لا تلبي معايير السلوك المطلوبة من قائد عسكري. واشار الى ان اقالته «تعني تغييراً في الطاقم وليس في السياسة»، منوها بعلاقة باتريوس الجيدة مع الحكومتين الأفغانية والباكستانية ومشددا على «ابقاء الفريق (السياسي والعسكري) موحداً»، ومؤكداً «أن الأهداف ما زالت هي نفسها في الحرب». وركز أوباما على ضرورة توحيد الصف بين القيادة المدنية التي انتقدها ماكريستال والقيادة العسكرية، وأشار الى أن «الحرب هي أكبر من أي رجل أو امرأة سواء كان جنرالا أو رئيسا»، مشيراً الى ان «المهمة تتطلب اتحاداً بين جميع أركان المؤسسات الأميركية، وهو أمر غير ممكن من دون القيام بهذا التغيير». وأضاف « الآن هو الوقت لنتكاتف معا، هذا واجب، أنا أرحب بالنقاش انما لن أتحمل الانقسام». وكرر الرئيس الأميركي أن الاستراتيجية في الحرب ستبقى نفسها وأن باتريوس كان من المشرفين عليها وتعهد «بكسر زخم طالبان» والابقاء على أهداف الحرب «بتفكيك وتدمير وهزيمة القاعدة». وكان ماكريستال التقى اوباما لمدة 20 دقيقة فقط في البيت الأبيض، قبل ان يغادر من دون ان يحضر اجتماع مجلس الحرب الخاص بأفغانستان. وسبق اجتماعه مع اوباما لقاء بينه وبين وزير الدفاع روبرت غيتس ورئيس هيئة الأركان مايكل مولن. ونقلت محطة «سي أن أن» الإخبارية عن مصدر في الإدارة الأميركية إن البيت الأبيض طلب من وزارة الدفاع (البنتاغون) صباحاً تقديم لائحة بأسماء مرشحين للحلول بدلاً من ماكريستال «لأنه يريد أن يكون جاهزاً في حال تقررت إقالته». وكان كارزاي أكد في اتصال هاتفي أجراه مع اوباما ثقته بالجنرال ماكريستال، ووصفه بأنه «افضل قائد» للقوات الأجنبية في أفغانستان منذ بداية الحرب، مؤكداً ان اقالته لن تساعد في تسوية النزاع. وأشار الجنرال محمد ظافر عظيمي الناطق باسم وزارة الدفاع انه منذ ان تولى ماكريستال منصبه السنة الماضية حدثت تطورات جيدة كثيرة، اهمها خفض عدد القتلى المدنيين، وتحسين التنسيق بين القوات الأفغانية وتلك التابعة للحلف الأطلسي (ناتو). كما مهدت استراتيجية ماكريستال في مكافحة التمرد لجهود اعادة الاعمار والتطوير والحكم، وهو ما افتقدناه مع قادة سابقين في الحلف الأطلسي».