بعد ستة أعوام من المتابعة و114 حلقة من العرض المستمر وصل المسلسل الشهير «لوست» أو التائهون إلى نهايته هذا الشهر، وخلال حلقة امتدت لما يزيد على ساعة ونصف الساعة تابعها أكثر من 20 مليون مشاهد - في أميركا فقط - عاش المتابعون سباقاً محموماً نحو الوصول إلى خاتمة تمنح الإجابات الكاملة للأسئلة التي قدمها العمل، لكن النهاية جاءت بعيدة عما تمنته الجماهير، إذ طرحت الحلقة الأخيرة أسئلة أكثر من تلك التي قدمها المسلسل كاملاً في أجزائه الستة، وغصت أحاديث المتابعين بعد نهاية الحلقة مباشرة بتحليلات للنهاية التي بدت غير واضحة لغالبيتهم، فسجلت المواقع الأجنبية المختصة بالدراما الأميركية حضوراً غير مسبوق على صفحاتها لمناقشة هذا الأمر، حتى إن مواقع خصصت منتدياتها لتحليل ما رأوه في الحلقة التي أثارت جدلاً حول العالم، وربطه بتوقعاتهم الشخصية وفق تسلسل الأحداث. وما زاد من حدة التأويلات وترك الباب مفتوحاً أمام ترجمات مختلقة لواقع الحلقة وما قدمته، هو اللقطات الأخيرة التي عرضتها قناة ABC الناقل الحصري للعمل في أميركا، فبينما كان العمل يتجه نحو نهايته بسرد أسماء القائمين عليه، فكّر مسيرو القناة بعرض لقطات لركام الطائرة، وبينما ذهب بعض المتابعين إلى الاستعانة بتلك المشاهد لتدعيم نظريات معينة في ترجمة الحلقة، بادر القائمون على المحطة إلى إصدار بيان صحافي أكدوا فيه أن المشاهد الأخيرة غير مرتبطة بأحداث الحلقة وأن الغرض من عرضها كان تخفيف حدة النهاية الحزينة قبل بدء بث نشرة الأخبار، البيان وبحسب ما أكدت وسائل إعلام أميركية صدر بعد أن أبدى كتاب العمل غضبهم من عرض تلك المشاهد وما أعقبها من تأويلات كانت بعيدة تماماً عما ذهبوا إليه. تفسير الحلقة وما قدمته لم يكن محور حديث المدونات فقط، فالمتابع للموقع الشهير يوتيوب قد ينتبه إلى أن الموقع قدّم أكثر من 10 آلاف فيديو خاص بتفسير لمشاهد النهاية بل إن الحلقات الأولى والتي يعتقد بعض المشاهدين بأنها ارتبطت بشكل أو بآخر بنهايته تصدرت نسب المشاهدة في الموقع الشهير بعد أن تم رفعها من جديد وزادت نسبة تعليقات المتصفحين عليها. لكنّ المتابعين الأكثر حظاً حول العالم هم الذين حازوا فرصة مشاهدة الحلقة الأخيرة بشكل جماعي في استوديو خاص وفره برنامج «جيمي كامل» اليومي، إذ خصص حلقته التي تلت عرض «لوست» لاستضافة الجماهير ونجوم العمل، وأتاح المجال للمشاهدين لإلقاء أسئلتهم بشكل مباشر على النجوم، البرنامج جالت كاميراته في وجوه الحاضرين بشكل سريع قبل انطلاق الحلقة، لتلتقط صورهم وهم يذرفون الدمع على النهاية الحزينة. وغالبت شابة دموعها وهي تسأل بطل العمل ماثيو فوكس: ِ«اليوم وبعد ست سنوات من المتابعة ها هو لوست يصل إلى نهايته كيف سأقضي ما تبقى من حياتي من دونه؟».. وهو السؤال الذي أجاب عنه نجوم العمل وحضور الأستوديو بموجة تصفيق عالية.