بكل معاني الخصوبة والنماء تغدق أرض منطقة جازان على مزارعيها أنواعاً من الثمرات، خصوصاً الفواكه والخضراوات، إذ تمكنهم مقومات الزراعة من مناخ وتربة ومياه من إنتاج التين والبابايا والمانجو وغيرها، بشكل مختلف عن بقية أراضي المملكة، إذ الطعم الأفضل والحجم المختلف، وإذا كان السكان في السابق ينتظرون هطول الأمطار لري مزارعهم فإن الوسائل الحديثة كرشاشات المياه وعربات الحرث، مكنت المزارعين من تطوير عملهم، لتصير زراعة الفواكه إحدى دعائم اقتصادات المنطقة. وتحتضن المنطقة مزارع تخصصت في زراعة فاكهة البابايا وتسمى باللهجة العامية «العنبرود»، وهي شجرة طولها يراوح بين المترين و الأربعة أمتار، وثمرتها تكون صفراء أثناء نضوجها، وهي حلوة المذاق، وفترة إنتاج ثمارها تراوح بين أربعة و ثمانية أشهر، إضافة إلى تجربة زراعة أصناف عالمية كجوز الهند والأناناس والخوخ وغيرها من الفواكه الاستوائية، أما التين فيتميز بكون إنتاجه يتم في فترة ستة أشهر، وهي الفترة الأطول عالمياً. وأثبتت زراعة فواكه الموز والمانجو نجاحها وتفوقها في المنطقة على كل مناطق المملكة، إذ تمت زراعة أصناف من المانجو مثل التومي والهندي والجلن والجولي وغيرها، وأصناف من الموز البلدي والغنمي والبقري والموز الأميركي والصومالي، خصوصاً في المناطق الجبلية، حتى صارت تصدر على نطاق واسع حتى خارج المملكة، وتتنوع من حيث الشكل والحجم والطعم والحلاوة وقلة الألياف. وقال أحد مشرفي مزارع إنتاج المانجو أيوب مختار: «أصدر يومياًً طوال أيام الموسم ما بين ألف إلى 1500 كرتون كل كرتون منها يزن 12 كيلو جراماً من جميع أنواع المانجو إلى جميع مناطق المملكة، ولا أستطيع توفير جميع الطلبات، فأقوم بإرسالها إلى المزارع الأخرى»، مضيفاً أن مركز الأبحاث الزراعية في وادي جازان أسهم في نجاح زراعة معظم أنواع الخضار وفواكه المناطق شبه الاستوائية من مانجو وتين وجوافة وباباي وأناناس وموز.