حذر العرب والتركمان في محافظة كركوك من استغلال أزمة المحافظة في المباحثات الجارية بين الكتل الفائزة في الانتخابات البرلمانية، فيما أكد رئيس مجلس المحافظة أن اختلاف المواقف السياسية لن يؤثر في العلاقات التاريخية بين مكونات المدينة. ودعا رئيس القائمة العربية في مجلس محافظة كركوك محمد خليل الجبوري في تصريح ل «الحياة» كل الكتل السياسية الى «الابتعاد عن طرح قضية كركوك في المباحثات الهادفة لتشكيل الحكومة المقبلة». واضاف «لن نسمح بأن تسيس ازمة كركوك او تستغل الخلافات السياسية من قبل اي مكون او كتلة سياسية للحصول على مكاسب شخصية، كما نحذر من جعل قضية كركوك محل تسوية للخلافات القائمة في شأن الصراع على منصب رئاسة الوزراء». وأكد رئيس حزب العدالة التركماني انور بيرقدار في تصريح ل «الحياة» ان «قضية كركوك لا تتحدد بمفاوضات تجريها قوى سياسية او تحالفات برلمانية، خصوصاً ان للشعب رأياً واضحاً يتعارض ومطالب الضم والإلحاق» وأشار الى ان «التصريحات والوعود الموقتة كانت سبباً في تفاقم الخلافات السياسية منذ 2003. وعليه فإن اي حديث بمعزل عن كل مكونات المدينة غير ملزم بالنسبة لنا». وتعكس المطالب الداعية الى إلحاق مدينة كركوك بإقليم كردستان او جعلها اقليماً خاصاً صورة للخلافات المستمرة بين العرب والأكراد والتركمان في المدينة في وقت تصر فيه هذه المكونات على حقوقها القومية. وكان رزكار علي رئيس مجلس محافظة كركوك القيادي في «الاتحاد الوطني الكردستاني» بزعامة الرئيس جلال طالباني صرح بأن «المشاكل السياسية العالقة في المحافظة واختلاف الرؤى بخصوص المستقبل السياسي للمدينة لن تؤثر في روح التعايش والتآخي الموجود بين مكونات وقوميات المدينة، كما لا يمكن أي جهة كانت ضرب هذه الأخوة». وتعتبر حقوق الأقليات والدعوات المتباينة في شأن إلحاق المدينة بإقليم كردستان اضافة الى نسبة التعيينات في الوظائف الحكومية والأمنية اسباباً رئيسة في استمرار الخلافات المستمرة منذ سبع سنوات بين مكونات المدينة. وحذر حزب توركمن الي في بيان له «الحكومة الحالية من التنازل عن قضية كركوك مقابل ضمان تأييد التحالف الكردستاني لها كي تتمكن من تشكيل الحكومة المقبلة بنفسها مجدداً» وذلك في اطار موجة احتجاج عربي وتركماني ضد قرار حكومي يقضي بتعيين 378 مسؤولاً كردياً في مديريتي شرطة محافظتي كركوك وديالى. وتعد كركوك إحدى ابرز المدن العراقية التي يدور حولها نزاع عرقي تليها خانقين واقضية اخرى تابعة لمحافظتي ديالى والموصل التي تشهد ايضاً خلافات عرقية بين الاكراد والعرب والشبك والمسيحيين.