عن دارة الملك عبدالعزيز بالرياض، صدر حديثاً كتاب «نوادر المخطوطات السعودية» في (621) صفحة من الحجم الكبير، ويضم نماذج لمجموعة من نوادر المخطوطات القيّمة المحفوظة بمكتبة الدارة منذ أمد بعيد والتي خصصت للمخطوطات النوادر المنتقاة من أكثر من ستين مكتبة مختلفة من مكتبات المملكة العربية السعودية، وقد تمَّ في هذا الكتاب القيّم بيان رقم كل مخطوطة من المخطوطات التي تم التعريف بها في الكتاب في مكتبة الدارة، وأثبت عنوانها وذكر اسم مؤلِّفها وتاريخ وفاته، وعدد أوراق المخطوطة واسم ناسخها ودوّنت ملحوظات علمية للمؤلِّفين في ختام الكلام على كل المخطوطات التي تم التعريف بها في الكتاب على حدة. قام بذلك الأستاذان أيمن بن عبدالرحمن الحنيحين وسعد بن محمد آل عبداللطيف، وتولى ترجمة المعلومات المدوّنة عن المخطوطات جميعها إلى اللغة الانكليزية الدكتور ريتشارد مورتيل من معهد الأمير نايف للبحوث والخدمات الاستشارية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتم ذلك كله بإشراف ومتابعة الدكتور فهد بن عبدالله السماري الأمين العام للدارة، وبتوجيه خاص من ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الدارة، وقد تصدَّر الكتاب تقديم للأمين العام للدارة، تحدث فيه عن الخطوات التي تمت في إعداد هذا السِّفر وعن الأهمية البالغة له بالنسبة للمهتمين بشؤون المخطوطات العربية الإسلامية، وتبعه تصدير للدكتور فيصل الحفيان القائم بأعمال مدير معهد المخطوطات العربية بالقاهرة، تحدث فيه عن القيمة العلمية العالية للفهارس بصورة عامة وعن هذا الكتاب موضوع هذه المقالة بصورة خاصة. ثم تلته مقدمة المؤلفين وقد تحدثا فيها عن التعريف بالمخطوط، العربي الإسلامي بصورة عامة وعن المخطوطات في المملكة العربية السعودية بصورة خاصة، وعن دارة الملك عبدالعزيز التي أنشئت في الرياض سنة 1392ه/1972م وصلتها بالمخطوطات العربية الإسلامية بشكل عام وعما تم من العناية من قبل الدارة بمجموعة المخطوطات العربية الإسلامية التي تمت الفهرسة لها في هذا السِّفر النفيس بشكل خاص. وتحسن الإشارة إلى أن المجموعة التي تمت الفهرسة لها في هذا الكتاب تعود للمكتبات الآتي ذكرها: مكتبة العنقري، مكتبة الخيال، مكتبة البسَّام، مكتبة الرشيد، مكتبة اليعقوب، مكتبة آل عبدالقادر، مكتبة السلمان النجدية، مكتبة محمد البسام، مكتبة السلمان بعنيزة ، مكتبة ابن إسحاق، مكتبة السَّعدي، مكتبة المنيّع، مكتبة الفاخري، مكتبة البّراك، مكتبة الأميري، مكتبة دار الحديث الخيرية، مكتبة الصالحي، مكتبة الطويرب ، المكتبة الملكية، مكتبة آل عبداللطيف الباهلي، مكتبة رشدي مَلْحَس، مكتبة آل الشيخ، مكتبة عبدالمحسن ألبابطين، مكتبة عبدالباقي المبارك، مكتبة جامع ابن عباس بالطائف، المكتبة الخيرية بحائل، مكتبة العجلان، مكتبة عبدالرحمن العيسي، مكتبة الزامل، مكتبة الدُخيّل، مكتبة فؤاد حمزة، مكتبة الصّبي الغيهب، مكتبة الصالحية بعنيزة. وأشار المؤلفان إلى إسهام بعض الشخصيات العلمية والاجتماعية والأكاديمية وبعض المؤسسات والمكتبات السعودية بتقديم بعض المخطوطات التي تمت الفهرسة لها في هذا الكتاب النّفيس وتكاد تمثل المكتبات والشخصيات والمراكز المشار إليها مسحاً تاماً لخارطة المملكة العربية السعودية بجميع أماكنها. وقام المؤلفان بالتعريف بكل مكتبة من المكتبات التي تم ذكرها باختصار يفي بحاجة المهتم بمعرفتها. وقد اشتملت المخطوطات التي تمت الفهرسة لها في الكتاب على مؤلفات في التفسير، والفقه الحنبلي والشافعي والحنفي، والنحو، والحديث ومصطلحه، والعقيدة، والتاريخ، والتراجم، والفتاوى، والأدب، والمعارف العامة، والإجازات، والفرائض، وعلوم القرآن، والحساب والوعظ، والسيرة، والشعر، والتوحيد، والسياسة، والفقه المقارن، والتجويد، والجغرافية، ولو رحت أذكر أسماء بعض تلك المخطوطات لطال بي المقام، ولكنني أقول إن المخطوطات التي تمت الفهرسة لها في هذا الكتاب النفيس تشكل مكتبة علمية عالية الشأن جداً، وتقدم خدمات جليلة للمشتغلين بتحقيق كتب التراث العربي الإسلامي لتنوعها، ووضوح كتابتها، ونفاسة اختيارها لمكتبة الدارة من قبل جمهرة من العلماء على مدى أربعين عاماً وزيادة، وختاماً أقول: يحق لدارة الملك عبدالعزيز أن تفخر حقاً بإصدار هذا السفر النفيس الذي تمت العناية الفائقة بإخراجه في أفضل حلّة علمية وفنية. بقي أن أذكر أخيراً أن جميع المخطوطات التي تمت الفهرسة لها في الكتاب قد صورت بعض صفحاتها صوراً فائقة الجودة.