تبيليسي - أ ف ب - أطاحت اللغة الانكليزية نظيرتها الروسية في مدارس جورجيا المنتمية في ما مضى الى الاتحاد السوفياتي السابق، بالتزامن مع اطلاق السلطات المؤيدة للغرب حملة طموحة تهدف الى الترويج للغة شكسبير. وتحرص الحكومة الجورجية على مد صلات وثيقة مع الغرب في ظل توتر مستمر مع روسيا في اعقاب الحرب التي اندلعت بين البلدين في عام 2008، وتبدو مصممة على انهاء سيطرة الروسية في انحاء جورجيا بوصفها اكثر اللغات الاجنبية انتشاراً. ويبدو الجيل الجورجي الشاب سعيداً بهذا المنحى، لأنه متشوق لتعلم احدى اكثر اللغات المحكية في العالم. وتقول ميريام سولاشفيلي (16 سنة) خلال فترة استراحة من حصص اللغة الانكليزية : «يحتاج كل جورجي الى تعلم الانكليزية، يتعذر تحصيل تعليم جيد والنجاح مهنياً من دون معرفة بهذه اللغة». وتولى الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي وهو يتحدث الانكليزية بطلاقة، الحملة لنشر هذه اللغة معلناً مطلع العام ان جورجيا «تحتاج الى ثورة لغوية». واتخذت مجموعة من التدابير للمساعدة على الترويج للانكليزية. واطلقت وزارة التربية في بداية السنة برنامجاً لتوظيف الف استاذ تعتبر الانكليزية لغتهم الام في المدارس الجورجية بدءاً من ايلول (سبتمبر) المقبل. وستصير الحصص الانكليزية بحلول عام 2011 الزامية منذ الصفوف الابتدائية في جميع المؤسسات التربوية. وتخصص بلدية تبيليسي دروساً في الانكليزية مجانية للبالغين تهدف الى دفع مسيرتهم المهنية قدماً. وستمنع قوانين جديدة التلفزيون الجورجي من بث افلام ناطقة بالانكليزية مدبلجة بالروسية على ان تستخدم ترجمة مكتوبة بالجورجية. وقال وزير التربية ديمتري شاشكين ان هذه الجهود لا تهدف الى تعليم الانكليزية فحسب وانما تضطلع بدور مهم على صعيد تطلعات جورجيا صوب الغرب. وأضاف: «هدف البرنامج المباشر، تحسين المعرفة اللغوية غير انه يشمل ايضاً مساعدة التلاميذ الجورجيين على اعتماد القيم والثقافة الغربيتين وتقاسمها». وأصر شاشكين على «ضرورة تطبيق البرنامج وان على حساب اللغة الروسية». غير ان البعض في جورجيا قلق من تدني معرفة الروسية ومن خسارة جورجيا صلتها بلغة شكلت لأجيال نافذة بلدهم الصغير على العالم. وإبان حكم القيصر الروسي وخلال قيام الاتحاد السوفياتي بعد ذاك، ظلت الروسية ثاني اللغات الاكثر انتشاراً في جورجيا وكانت تعد معرفتها امراً اساسياً. وقد حصلت توترات على خلفية استخدام الروسية كما حدث عندما نزل الآلاف الى الشوارع في عام 1978 للاعتراض على مشروع لنزع صفة اللغة الرسمية عن الجورجية، يوم كانت جورجيا لا تزال جمهورية سوفياتية. غير انه وفي معظم الأحيان تلقف الجورجيون اللغة الروسية وكان للثقافة الروسية تأثير عميق في يومياتهم. وقال زوراب اباشيدزي، وهو سفير جورجيا السابق لدى موسكو ومدير المعهد الجورجي للدراسات الروسية ان من المؤسف ان تدفع التوترات الراهنة مع موسكو باللغة الروسية الى الهوامش.