نظم بيت الشعر في النادي الأدبي بالرياض أمسية شعرية لكل من السوداني عالم عباس والشاعر السعودي حمد العسوس، وأدارها رئيس النادي الدكتور عبدالله الوشمي، الذي استهلها بالتعريف بالشاعرين وذكر سيرتهما الذاتية بعد ذلك ألقى الشاعران عدداً من قصائدهما. وكانت البداية مع عالم عباس الذي قدم مجموعة من قصائده وهي: «هناك حيث أكون كذلك، والباء التي أغفلت، وخمر من الدم القديم، وأوراق سرية من أوراق ضرب البسوس.. وجاء منها: قضي الأمر/لات مناص حليلي بوسع/أن يعيد الحليب إلى الفرع/بعد الخروج/ولا أن يعيد الحنين إلى رحم الأم/ليس بوسع أحد/ يعيد السهام التي انطلقت/بعد نبضى القسى/وإن أخطأت قصدها أو أصابت». وكذلك ألقى قصيدة «شعاع من شمس المعشوق لقمر العاشق»، قال فيها: ما شاع الشعر ومصدر بنبع خالد/لا تروق كلماتي إن لم تبلل من/ بعض معين منها لا ينضب/وإن ازدهرت وردات حدائقنا/ فلأن الفرس تبارك من دفق أناملها/ثم وكيف لماء من كوثرها/ إلا أن يحي من مات». وافتتح حمد العسوس مشاركته بكلمة حول الشاعر، إذ قال: «الشعر طريق لعالم أجمل في حياتنا، الشعر أن تكون متجدداً مثل زبد البحر، فالفلسفة بعض الحقيقة والشعراء لا تنقصهم الفلسفة، والشعر لا يمنحك الحياة ولكنه يجعلك جديراً بها». ثم قرأ مجموعة من قصائده، من ديوانه الذي وقّعه في ختامه الأمسية وعنوانه: «رسائل الفصل الأخير» ومن هذه القصائد: احتمالات القصيدة، الواقفة، جائزة الشعر، السؤال، عطش، ثقافة العجين وعطش». وتناول العسوس في قصائده مواضيع مختلفة كالسخرية لدخول موسوعات عبر المنافسة بأشياء سخيفة، بحسب تعبيره، كذلك علق بقصيدة على حسد شعراء الفصحى لشعر النبط والفنانين ولاعبي كرة القدم.. وغيرها من المواضيع.أما على صعيد المداخلات فقد كانت محدودة، وافتتحها الزميل معاوية ياسين بالقول: «إنها فرصة ممتازة الالتقاء بشاعر كبير كعالم عباس، الذي كان شغفاً لي ولجيلي إبان الدراسة الجامعية، وهو وزميلة يتقاسمان خصلة مميزة وهي اللغة القرآنية، كما أننا نلاحظ أن عباساً انفرد في مسألة الترميز والمباشرة في القصيدة، بخاصة قصيدة البسوس والتي أبدع فيها، كما أننا نجد أن العسوس ناقش قضايا جداً مهمة وهي قضايا التراث والهوية». إضافة إلى مداخلات أخرى، كانت تشيد بالقصائد أكثر مما تقدم أسئلة أو ملاحظات على الشاعرين. وقال عالم عباس، مجيباً عن سؤال حول علاقته بالشاعر السوداني محمد عبدالحي، إنها علاقة وطيدة، «فهي علاقة التلميذ بالأستاذ، وهو بلا شك يظل أهم العلامات البارزة في الشعر السوداني الحديث»، واصفاً عبدالحي ب«الشاعر العملاق». أما العسوس فختم مشاركته بعدم التعليق على قصيدة «اعتذاريه للمصطفى»، التي طلب أحد الحضور معرفة دوافع كتابتها، واكتفى بإلقائها.