نفى وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط من بيروت التي زارها امس، لبضع ساعات، نقله اية رسائل اسرائيلية الى «شقيق عربي من طرف عدو»، مؤكداً في تصريحاته بعد لقائه مسؤولين لبنانيين انه «لا يمكن التصور انني آتٍ برسالة الى لبنان لكي أحذر»، قائلاً عن الكلام «عن صواريخ سكود وغيرها، ان من يعلم بهذه الصواريخ يعلم ان هذه كلها أكاذيب تدعو الى الضحك». ووصل ابو الغيط الى بيروت آتياً من القاهرة على متن طائرة خاصة وكان في استقباله في المطار نظيره اللبناني علي الشامي وسفير مصر لدى لبنان احمد فؤاد البديوي وأركان السفارة المصرية. وأوضح ان هدف الزيارة «التعبير عن المودة والصداقة والدعم لهذا البلد وهذا الشعب، فمصر تهتم في الشأن اللبناني وتدعم لبنان خصوصاً في هذه الظروف الحساسة» . وحين سئل عن موقف بلاده في حال شنت اسرائيل عدواناً على لبنان وسورية، قال: «سندعم البلدين والشعبين»، وقال عن التهديدات المتكررة للبنان: «نحن نقف مع لبنان وندعمه ضد أي عدوان» . وعن سبب تأخر القمة المصرية - السورية حتى الآن، اعتبر انها «لم تتأخر، فهي لم يتقرر لها موعد، ولكن الرئيس (السوري) بشار الاسد مرحب به دائماً في مصر». وعن خلية «حزب الله»، شدد على ان «هذا أمر مطروح على القضاء المصري وستقرر المحكمة الأمر فيه، أعتقد بعد يومين». وانتقل ابو الغيط الى لقاء رئيس الحكومة سعد الحريري في «بيت الوسط» في حضور البديوي والنائب السابق باسم السبع ونادر الحريري والمستشارين محمد شطح وهاني حمود. وجدد ابو الغيط التأكيد بعد اللقاء ان هدف الزيارة «التعبير عن دعم لبنان في ظروف نرصد انها حساسة، وإجراء لقاءات مع مختلف القيادات اللبنانية». واعتبر ان الكلام عن «صواريخ سكود كذبة كبرى لا معنى لها، ومن تحدث عنها يهدد في ما لا يعلم. من يعرف هذا الصاروخ يعلم انه لا يمكن اخفاؤه وتسريبه ويحتاج الى الكثير من الإعداد والتجهيز. الأمر كذبة كبرى». ورأى ان «ليس لدي تفسير» للإصرار الاميركي على القول ان هناك صواريخ. وزاد: «نحن على اتصال دائم مع مختلف الاطراف، ولكن لعل هذه الزيارة للبنان تتيح الفرصة للحديث عن التطورات». وعن رأيه بالهدف من اثارة موضوع ال «سكود»، اكتفى ابو الغيط بالقول: «ليس لدي تفسير اكثر من الاستفزاز». وعن الزيارة المرتقبة والتي كانت محددة للرئيس الاسد للقاهرة، قال الوزير المصري: «الرئيس الاسد مرحب به دائماً في مصر، ومن تابع اللقاءات بين الرئيس الاسد ورئيس الوزراء المصري ووزير الخارجية المصري في سرت في ليبيا، رأى أنها كانت لقاءات دافئة والحديث كان طيباً للغاية، وكانت مشاعره تجاه الرئيس مبارك ولا زالت مشاعر دافئة، وكان يسأل عن صحة الرئيس باهتمام شديد، وبالتالي فإن الرئيس الاسد مرحب به دائماً في القاهرة». وأكد ان «صحة الرئيس مبارك جيدة للغاية». وعن احتمال عقد قمة سورية - مصرية، قال: «لم يكن هناك ترتيب لمثل هذه القمة، فهكذا قمم لا تحدث بين ليلة وضحاها انما تحتاج لبعض التجهيز والوقت لكي تكون ناجحة». وكرر القول: «نحن لا ننقل وجهة نظر اسرائيلية لطرف عربي. نحن الطرف العربي، وبالتالي عندما نستمع من اسرائيل لرؤية نرد على هذه الرؤية في لحظتها». وقال رداً على سؤال: «انا اتحدث عن ال «سكود» بمعرفة وثيقة، وبالتالي عندما اقول ان هذا الصاروخ لا يمكن ان يتسرب بقطع او في كتلة متكاملة فإنني اعلم عما اتحدث». وعما اذا كان يتخوف من تطور دراماتيكي على خلفية موضوع ال «سكود»، قال ابو الغيط: «هناك الكثير من التأويلات عند الجانب الاسرائيلي علينا ان نتابعها ونحللها وندقق بها ولكن لكل شيء حسابه». وعما اذا كان يخشى حرباً على لبنان، قال: «ان شاء الله كلا». وزار عين التينة، حيث التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان، وجرى عرض للتطورات. وقال أبو الغيط بعد اللقاء: «دائماً يكون اللقاء مع الرئيس بري فرصة طيبة، حملت إليه تحيات مصر ورئيس مجلس الشعب المصري والرئيس مبارك، ووجهت إليه دعوة لزيارة مصر، ونأمل في أن تتم قريبا». وقلل من احتمال عدوان اسرائيلي على لبنان، وقال: «فليهدد من يهدد، وآمل ألا يكون هناك مثل هذه الأعمال التي تعقد الوضع وتزيد من التوتر ولا داعي لها ولا يمكن السماح بها ونرفضها ونتصدى لها». ونفى حمله اية رسائل اميركية الى المسؤولين اللبنانين. وقال: «زياراتنا لبنان دائماً قصيرة ومكثفة، والسعي هو لبناء علاقة مصرية - لبنانية نشطة ودافئة، ونسعى للتعرف إلى الرؤية اللبنانية ومواقف القادة اللبنانيين وسننقل اليهم وجهة نظر مصر والتواصل بين شعبين وحكومتين». واجرى ابو الغيط محادثات مع نظيره الشامي، وعقد الوزيران مؤتمراً صحافياً مقتضباً. فتحدث ابو الغيط عن مؤتمر وزراء المياه لدول الاتحاد من اجل المتوسط الذي عقد في برشلونة قائلاً: «كان القصد منه الاتفاق على استراتيجية للمياه. وفوجئت الدول العربية بأن الاتحاد الاوروبي ودوله ترفض الاشارة الى كلمة «الاراضي المحتلة» وحق الاراضي المحتلة الفلسطينية في مياه هذا الاقليم. وقمت من جانبي بالكتابة الى كل وزراء خارجية الدول الاوروبية معرباً عن رفضنا هذا الموقف وتشاورت مع الامين العام للجامعة العربية (عمرو موسى) وكتبت الى الوزراء العرب واوضحت اننا لن نسمح على الإطلاق بأن تعقد مؤتمرات في اطار الاتحاد من اجل المتوسط ثم نكتشف ان هناك تآكلاً في المواقف الاوروبية». وأكد الشامي كلام ابو الغيط في ما يتعلق بالمؤتمر، وقال: «إننا كعرب لا نسير الا بالتضامن والتنسيق الكامل». واقام الحريري مأدبة غداء على شرف ابو الغيط، الذي زاره لاحقاً في مقر اثامته الرئيس امين الجميل.