كشف أطباء بيطريون، يعملون في عيادات خاصة في مدينة الخبر، عن مبالغ «طائلة»، تدفعها الفتيات السعوديات، لإنفاق على تربية الحيوانات الأليفة ورعايتها، إذ تصل رسوم الكشف للعلاج إلى مئتي ريال، إضافة إلى الأدوية والأطعمة الخاصة، التي قد تصل كلفتها في الشهر الواحد إلى أكثر من ألفي ريال. فيما تعمد بعضهن إلى جلب عاملة تقتصر مهامها على تربية الحيوانات. ويعتبر الدكتور عيسى انطونيوس، في حديثه ل«الحياة»، ان لتربية الحيوانات، «سيكولوجية خاصة بين الفتيات السعوديات، وتحديداً بين أوساط الطبقة المُرفهة، فالتكاليف لا تعتبر عائقاً أمامهن لجلب الحيوان الأليف، وتربيته. وإنما الحرص على توفر أطباء، والعلاج في حال المرض، خصوصاً أن العلاقة قد تتحول إلى تعلق وخوف. وهذا الأمر يعود إلى البيئة والأسرة». وأشار انطونيوس الذي يعمل في عيادة خاصة في الخبر، منذ أعوام، إلى مواقف «ظريفة تثير الغرابة والتعجب، مررت بها خلال سنوات عملي». بيد ان أحد المواقف يذكره ويردده دوماً، وهو «محاولة انتحار لفتاة قبل نحو عامين، عندما توفيت قطتها إثر وقوعها الحاد من مكان مرتفع، وأخرى دخلت في حال من الاكتئاب، نتيجة انتقال العائلة من شقة إلى أخرى، ما أثر سلباً على سلوكيات الكلب الصغير، الذي ترعاه ومواقف أخرى لا تُعد ولا تُحصى». لكن ما يذهل الطبيب انطونيوس حكاية امرأة سعودية «قررت تلقي العزاء، عندما توفي طائر كانت تعشقه واشترته بمبلغ 68 ألف ريال، من إحدى الدول الأوروبية. فكانت تنتظر على بوابة العيادة نتائج التحاليل والفحوصات، وتبكي من حرقة قلبها، وكأنه أحد أبنائها في غرفة العمليات، فعندما توفي لم أجد طريقة لأخبرها بذلك. إلا أن شعرت بطول الوقت، واضطرت إلى أن تدخل المختبر. وترى أن الطير يلفظ أنفاسه الأخيرة»، مضيفاً «كانت من أغرب الحالات التي ترددت إلى عيادتي، ومع ذلك اندهش من الإسراف المادي وكثرة المتابعة للأدوية والأطعمة للحيوانات من قبل عائلات كثيرة في السعودية. ما آثار الدهشة لدي، هو نية إحدى السيدات افتتاح صالون حلاقة للقطط والكلاب، تقليداً لما أقامته به بعض الدول العربية مثل الكويت والأردن، فأصبح الاهتمام في تربية الحيوانات الأليفة والتعايش معها، وتوفير العيش الكريم لها، إحدى متطلبات الحياة، خصوصاً للطبقات الغنية». ولتربية الحيوانات الأليفة، ارتباط روحي وتعلق غريب يُدخل صاحبه في عالم الحيوان، لاكتشاف «سره المجهول، خصوصاً الطيور التي تخلق نوعاً من الارتياح في المنزل، بحسب تعبير عدد من ربات البيوت، اللواتي أشرن إلى أنها «تبني علاقة خاصة مع أصحاب المنزل، فيتعامل الطير مع أفراده، لدرجة انه لو أتيحت له الحرية فسيفضل البقاء أسيراً، لعشقنا له».