علمت «الحياة» من مصادر داخل مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها المسلحون، أن الاستعراض الذي نظمته عناصر «داعش» وسط المدينة قبل أيام كان يهدف إلى توجيه رسالة إلى بقية الفصائل المسلحة في المدينة التي بدأت تضيق ذرعاً بتصرفات «داعش». كما علمت «الحياة» أن تزايد نفوذ المسلحين خارج الفلوجة وتحديداً في محافظة ديالى جاء بعد قرار المئات من العراقيين السنة الذين يقاتون في سورية العودة إلى العراق في حملة اطلق عليها «المسير العام». وقال مصدر عشائري من داخل مدينة الفلوجة ل «الحياة» إن «الاستعراض الذي نفذته «داعش» في المدينة قبل أيام كان القصد منه توجيه رسالة إلى الفصائل المسلحة من أهالي الفلوجة ولم يكن القصد منه توجيه رسالة إلى الحكومة». وكشف المصدر أن قادة الفصائل المسلحة من سكان المدينة وأبرزها «جيش المرابطين» و»كتائب أسد الله الغالب» و»حماس العراق» و «فيلق عمر» و «الجيش الإسلامي» و»كتائب جيش محمد» إضافة إلى ضباط في الجيش السابق وعناصر من أبناء القبائل، بدأوا يضيقون ذرعاً بتصرفات «داعش». وأوضح المصدر أن هذه الفصائل اضافة إلى «داعش» شكلت «المجلس العسكري لثوار الفلوجة» لإدارة شؤون المدينة ويتم اتخاذ القرارات بالتصويت، لكن الفصائل المسلحة بدأت أخيراً بالبحث عن حلول سلمية تجنب المدينة عملية عسكرية للجيش. وزاد أن قادة الفصائل ابدوا استياءهم من تجاهل «داعش» المجلس العسكري المشكل وقيامهم باتخاذ القرارات بشكل منفرد، ولفت إلى أنهم عقدوا اجتماعات درست عزل «داعش» والبحث عن حلول سلمية، خصوصاً بعد عودة المئات من العائلات النازحة إلى منازلها. وأكد المصدر أن الاستعراض الذي نظمته «داعش» وجّه رسالة شديدة إلى بقية الفصائل المسلحة بأنها الذراع الأقوى في المدينة من حيث التسليح رغم أن عدد عناصر الفصائل المسلحة من غير «داعش» هي الأكثر عدداً. ولفت إلى أن «داعش» بدأت العمل بشكل منفرد منذ أسبوعين وتقوم بتنفيذ هجمات على ثكنات الجيش على حدود الفلوجة، وأشار إلى أن عناصر من «داعش» تسيطر على مناطق «العناز» و»الشعبان»، في منطقة التاجي وهي في مرمى مطار بغداد الدولي. وأضاف أن «داعش» تواصل عملية تفخيخ الطرق والمنازل الواقعة على مداخل المدينة لردع الجيش من الدخول إلى المدينة. ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لاستعراض عسكري أقامته عناصر «داعش» في مدينة الفلوجة، وأظهرت المقاطع عربات عسكرية تابعة للجيش العراقي تقودها عناصر «داعش»، وعليها أعلام تنظيم «القاعدة». الى ذلك قال مصدر مقرب من شيخ عشائر الدليم علي الحاتم عضو مجلس ثوار العشائر في الأنبار ل «الحياة» ان المفاوضات التي جرت بين الحكومة الاتحادية وبين علي الحاتم جمدت بعد اقدام الجيش على قصف مضيف الحاتم اضافة الى شيخ عشائر الجميلي رافع المشحن. وأوضح المصدر ان احد كبار المسؤولين عن الملف الأمني في الأنبار وراء فشل المفاوضات رافضاً الإشارة الى اسمه، وأبدى المصدر استغرابه من ان يتم قصف مضيف الشيخ علي الحاتم قبل يوم من اجتماع مقرر ان يعقد بين الحاتم وبين ممثل عسكري عن «قيادة عمليات الأنبار» لتنفيذ اتفاق مبدئي وقع بين الحاتم وأحد السياسيين القريبين من المالكي. إلى ذلك شهدت مناطق جبال حمرين الواقعة بين ديالى وكركوك نشاطاً مسلحاً ملحوظاً خلال اليومين الماضيين ادى إلى سيطرة المسلحين على عدد من المناطق بعد تراجع الجيش منها. وقال مصدر أمني رفيع المستوى في محافظة ديالى ل «الحياة» أمس إن «المعلومات الاستخباراتية التي حصلنا عليها اضافة إلى استجواب عدد من المعتقلين في المحافظة أخيراً، تبين أن تزايد نفوذ المسلحين في المثلث الواقع بين صلاح الدين وديالى وكركوك يعود إلى الدعم البشري الذي حصلت عليه «داعش».