تتجه الأنظار في محافظة الأنبار إلى أن الفلوجة، حيث يتمركز مقاتلون من «داعش» وفصائل أخرى، بالإضافة إلى عشائر مختلفة، فالتوقعات تشير إلى أنها ستكون ميدان معركة جديدة، بعد فشل مبادرة قادتها العشائر لإخلائها من المسلحين. وأكدت مصادر عشائرية في الفلوجة ل «الحياة» أن «عناصر «القاعدة» و «داعش»، ومنهم من ينتمي الى جنسيات غير عراقية، بدأوا منذ أول من امس بالظهور وسط المدينة، على رغم أنهم لم يرفعوا حتى اليوم علم التنظيم. وقالت المصادر إن «داعش» رفض مبادرة زعماء عشائر لإخلاء المدينة من كل المظاهر المسلحة خلال شهر واحد، وإعادة عناصر الشرطة المحلية إلى مراكزهم، مقابل توفير ممرات آمنة لانسحاب المسلحين منها. ولفتت إلى أن المسلحين التابعين ل «المجلس العسكري العشائري» وافقوا على المبادرة، وان رفض المقاتلين التابعين ل»داعش» والذين تدفقوا إلى الفلوجة قادمين من الخالدية والصقلاوية، قاد إلى انقسام كبير في صفوف المسلحين. إلى ذلك، قال زعيم تنظيم «الصحوة» الشيخ أحمد أبو ريشة في بيان أمس، إن «مسلحي تنظيم داعش يسيطرون على مركز الفلوجة، فيما تسيطر العشائر على أطرافها»، وأكد قرب الهجوم «لتحريرها في الأيام المقبلة». وأضاف أن «قوات العشائر من البو علوان و البو عيسى وأبناء المحامدة والحلابسة، الموجودة في أطراف الفلوجة يستعدون لدخولها في الأيام المقبلة». وأكد السيطرة على شارع 60 ومنطقة الملعب وسط الرمادي بعد تطهيرهما من مسلحي «داعش»، لكن مصادر وشهوداً اكدوا استمرار وجود مقاتلي التنظيم في حي الضباط، بالاضافة الى تحركهم في قرى وأرياف بين الفلوجة والرمادي. أما إمام جامع الفرقان في الفلوجة الشيخ عبد الحميد جدوع فدعا رئيس الوزراء نوري المالكي إلى «سحب جيشه من الفلوجة». وطالب الأممالمتحدة والجامعة العربية بالتدخل و «محاسبته لارتكابه المجازر الجماعية ضد أهل السنة والجماعة في الأنبار». وقال عضو مجلس عشائر الفلوجة الشيخ محمد البجاري ل «الحياة» إن «القصف ازداد منذ ليل أول من أمس، وأدى إلى هدم العديد من المنازل فاضطر بعض السكان إلى النزوح». وأكد نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاع أمس أن «الجماعات المسلحة تسيطر حالياً على وسط الفلوجة وحل الأزمة سيتم خلال وقت قصير».