بشكيك - أ ف ب، رويترز، يو بي آي – شهدت قرغيزستان أمس، مواجهات عنيفة بين قوات الأمن وآلاف المتظاهرين من انصار المعارضة الذين يطالبون بإطلاق السلطات قادتهم المحتجزين في سجون او الذين يخضعون لإقامة جبرية وبينهم رئيس البرلمان السابق عمر بك تيكيباييف والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية الماز بك حاتمباييف. وادى ذلك الى مقتل 19 شخصاً بحسب حصيلة رسمية فيما تحدثت المعارضة عن 100 قتيل. وعرف بين القتلى وزير الداخلية مولود موسى كونغانتييف الذي حاصره محتجون وانهالوا عليه بالضرب في تالاس (شمال غرب) وجرح 142 آخرين. وسيطر المعارضون، على رغم اعلان حال الطوارئ وفرض حظر التجول في انحاء البلاد، على عدد من المباني الرسمية في العاصمة بشكيك وتالاس ونارين وتوكموك (وسط)، واقتحموا مقر التلفزيون الوطني في بشكيك، وحطموا اجهزته ما اوقف البث، علماً ان المعارضة تتهم ايضاً الرئيس كرمان بك باكاييف الذي انتزع السلطة من سلفه عسكر أكاييف في انقلاب نفذه عام 2005، بالفساد والسعي الى اسكات وسائل الإعلام المستقلة وتدعوه الى الاستقالة. كذلك احتجز انصار المعارضة نائب رئيس الوزراء عقيل بك جبروف رهينة في تالاس، حيث احتلوا مقر الادارة الاقليمية. وحاول آخرون اقتحام القصر الرئاسي ومقر الحكومة في بشكيك، ما تسبب في اندلاع مواجهات عنيفة شهدت استخدام قوات الامن هراوات وغازات مسيلة للدموع وقنابل صوتية، من دون ان يمنع ذلك استيلاء المتظاهرين على مدرعات تابعة للشرطة. وهاجم حوالى الف متظاهر مكتب المدعي العام وحطموا نوافذ المبنى ودمروا أجهزة كمبيوتر ومعدات في المكتب. وأعلنت النائب عن الحزب الاجتماعي الديموقراطي المعارض ايرينا كراموشكينا أن التظاهرات «عفوية، ولا تخضع لتوجيهات قادة المعارضة باعتبار ان غالبيتهم محتجزة في السجون او قيد الإقامة الجبرية، فيما اتهم عضو حزب «اتا» المعارض ايضاً متين ايبك محمدوف السلطات بأنها تستفز الشعب الذي «يريد مستقبلاً افضل ويكافح من اجل الحرية». في المقابل، كشف رئيس الوزراء دانيار اوسينوف لقاء احد المعارضين القرغيزيين تمير سارييف رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في موسكو اخيراً، «لذا يعود الى اجهزتنا الخاصة تحديد وجود تأثيرات خارجية على الوضع الحالي الذي نعتبره خيانة عظمى». واشار ساراييف الى ان بوتين وعد «بتعبئة القوات العسكرية في القاعدة الجوية الروسية في قرغيزستان اذا اطلقت السلطات النار على الشعب». لكن ديمتري بيسكوف، الناطق باسم بوتين، نفى هذه المزاعم او وجود اية اتصالات مع المعارضة القرغيزية، وكذلك غريغوري كاراسين نائب وزير الخارجية الروسي الذي أكد تأييد موسكو تسوية كل الخلافات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في اطار الاجراءات الديموقراطية القائمة في قرغيزستان، ومن دون اللجوء الى القوة لتفادي اراقة الدماء والتعرض للمواطنين». ولمّح كاراسين الى محاولات لربط الوضع في قرغيزستان بالسياسة الروسية في آسيا الوسطى في شكل مفتعل». ويدور صراع على النفوذ بين موسكو وواشنطن في قرغيزستان، الدولة الوحيدة في العالم التي تؤوي في آن واحد قاعدة جوية اميركية واخرى روسية. وأمر باكييف في شباط (فبراير) 2009 بإغلاق قاعدة ماناس الاميركية، بعدما منحت موسكو قرضاً ببليوني دولار لبشكيك، ثم عدل عن قراره في حزيران (يونيو) في مقابل مضاعفة ايجار القاعدة الاميركية ثلاث مرات. وتحفظ الرئيس القرغيزي بعدها عن منح موسكو قاعدة عسكرية ثانية في اوش (جنوب). وايضاً، حضت السفارة الأميركية في بشكيك أطراف النزاع على احترام القانون والجلوس إلى طاولة المفاوضات، فيما ابدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الموجود في كازاخستان حالياً، قلقه من الاضطرابات في قرغيزيا، ودعا الحكومة والمعارضة إلىالحوار وضبط النفس.