اندلعت مواجهات بين الجيش التونسي وعناصر مسلحة في جبل الشعانبي قرب الحدود الجزائرية أسفرت عن إصابة 3 عسكريين، فيما نشر تنظيم «داعش» شريط فيديو يتضمن تهديدات بتنفيذ هجمات مسلحة في تونس. واشتبكت وحدات من الجيش منذ صباح أمس، مع عناصر مسلحة متحصنة في جبل الشعانبي في محافظة القصرين الواقعة ضمن المرتفعات الغربية الفاصلة بين الحدود التونسية - الجزائرية، وسط أنباء عن إصابة 3 جنود تونسيين علماً أن العملية العسكرية كانت لا تزال متواصلة مساء أمس. وبدأت الاشتباكات بعد أن لاحظت دورية عسكرية تحركات مشبوهة في الجبل الذي تتحصن فيه عناصر مسلحة موالية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، ورفضت وزارة الدفاع التونسية تقديم معطيات عن العملية في حين أشارت مصادر طبية في مستشفى «القصرين» إلى أن 3 جنود تعرضوا لإصابات مختلفة. إلى ذلك، نشر «داعش» مساء أول من أمس، شريط فيديو يتضمن تهديداً بشنّ هجمات في تونس تستهدف منشآت حكومية ومقرات أمنية. وتحدث عدد من مسلحي «داعش»، ظهر من خلال لهجتهم أنهم تونسيون، عن «قرب قدومهم إلى تونس وإقامة شرع الله فيها»، كما هددوا باقتحام السجون وفتحها من أجل «تحرير» سجناء يواجهون تهماً وأحكاماً في قضايا تتعلق بالإرهاب. وبدأ الفيديو بصور ثلاثية البعد تجسد الهجوم الانتحاري على حافلة الحرس الجمهوري التونسي في شارع محمد الخامس في العاصمة نهاية الشهر الماضي، والذي أسفر عن مقتل 12 عنصراً أمنياً وأعلن التنظيم المتطرف مسؤوليته عنه. في المقابل، اعتبر وزير الداخلية التونسي محمد ناجم الغرسلي أن «شريط الفيديو الأخير لما يسمى بتنظيم داعش الإرهابي يعكس مدى وحشية هذا التنظيم المتطرف، وعلى المواطنين تشديد الرقابة على أبنائهم بهدف التصدي لهذا الخطاب الدموي». وقال الغرسلي أمس، إن «الفيديو يبيّن علامات فشل الإرهاب في تونس ويدل على أن الإرهابيين بصدد الاختناق». وأضاف: «يجب ألا ننفي أن لهؤلاء الإرهابيين قدرة على التهديد ويشكلون خطراً على البلاد». وصرح وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش بأن بلاده لن تشارك في أي قتال خارج حدودها، وذلك رداً على تقارير إعلامية تحدثت عن إمكانية مشاركة تونس في الحرب على تنظيم «داعش» في ليبيا. وكانت الحكومة التونسية أعلنت سابقاً انضمامها إلى التحالف الدولي ضد «داعش»، كما شددت اجراءاتها الأمنية لتأمين حدودها الجنوبية مع ليبيا عبر إقامة ساتر ترابي وتركيز أجهزة مراقبة وإنذار بالإضافة إلى تشديد المراقبة على الحدود البحرية بينها وبين ليبيا. في سياق متصل، أعلن تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» أنه أعدم 3 رجال هم، موريتاني وماليان، بعد أن اتهمهم ب «التجسس» لمصلحة موريتانيا وفرنسا، وذلك في شريط فيديو بُث أول من أمس. وأظهر شريط الفيديو ومدته حوالى 23 دقيقة بعنوان «الخونة»، إعدام 3 رجال ولكن من دون اية ايضاحات حول تاريخ ومكان تسجيله. وأوضح الشريط أن الموريتاني الذي أُعدم يدعى محمد ولد حبيب وهو شقيق معروف ولد هايبا أحد عناصر تنظيم «القاعدة» الذي حكم عليه القضاء الموريتاني بالإعدام لاغتياله 4 سياح فرنسيين في عام 2007 في جنوب البلاد. وعُرِّف أحد الماليين القتيلين بأنه محمد طاهر الطرغاوي. وندد المسؤول في تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» ابو عبد الرحمن الصنهاجي ب «الجواسيس»، معتبراً أنهم «عيون العدو ويساعدونه على تحديد مواقع قادة الجهاد».